أقوى الشخصيات والإصلاحات الهيكلية

السبت - 07 يوليو 2018

Sat - 07 Jul 2018

الخبرة الإدارية والقيادية التراكمية التي يمتلكها الملك سلمان بن عبدالعزيز مكنته من إدراك حاجات الوزارات والمؤسسات الحكومية الماسة إلى إعادة رسم المنظومة الإدارية وإصلاح الهيكلية العامة لها بحكم التقادم الزمني والمتغيرات المتسارعة لفنون القيادة الإدارية الحديثة، وسرعة اتخاذ القرارات الصائبة المتناغمة مع متطلبات العصر، وقد أوكل هذه المهمة إلى ولي عهده الأمين، النابض بحيوية الشباب والطموح المتطلع إلى نقل وطنه إلى مصاف الدول المتحضرة الأولى في العالم.

لقد أجمع خبراء الإدارة والمهتمون بشؤونها على خطورة البيروقراطية، وصنفوها كعملية كابحة لجموح التنمية، بل وعائق عنيف أمام انسيابية المشاريع النهضوية في البلدان، ومن هنا شهدت المملكة عدة إصلاحات هيكلية مهمة في المؤسسات الحكومية ابتدأت منذ 2015 واستمرت إلى أيامنا المباركة هذه، بحيث تجاوزت فيها هذه المعضلة الصعبة وحررت الأجهزة الحكومية من التباطؤ في إنجاز المهام أو التداخل الوظيفي فيما بين أجهزتها وإداراتها.

الإصلاحات الإدارية التي شهدناها في الأعوام السابقة أثمرت عن استكشاف رائع لقيادات شابة تجمع بين الأكاديمية الواعية وحيوية الشباب النابضة بالرغبة في الإسهام في بناء الوطن، وقد كانت الرؤية 2030 هي المنطلق والدليل الرؤيوي لهذه الكفاءات المنطلقة بعزم نحو تحقيق الأهداف المنشودة. ومن هنا وعى المؤرخون المعاصرون هذه المتغيرات النوعية في المملكة خلال حكم الملك سلمان وشرعوا يطلقون عليها مسميات تاريخية كالسعودية الحديثة أو الرابعة أو مملكة المستقبل.

القرار الذي أسعد مثقفي البلاد وأبهجهم هو تخصيص وزارة مستقلة للثقافة تعنى بهمومهم ورغباتهم وتطلعاتهم نحو تحقيق بيئة ثقافية منشودة، بالإضافة إلى أن الثقافة في العالم اليوم أضحت أحد الروافد الاقتصادية المهمة للأوطان. ومن هنا نعود للرؤية 2030 ونجد التوافق في تمكين الوطن اقتصاديا في كل النواحي والأصعدة، ولو عدنا أيضا إلى شخصية الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو المثقف المولع بالقراءة والاطلاع، نجد معرفته اليقينية بهذا القطاع الحيوي وأهميته، بل وإدراكه مدى أهمية تخصيص وزارة متخصصة في رعاية المثقفين على اختلاف توجهاتهم من حيث الفكر أو التاريخ أو الشعر أو الكتابة النثرية بشتى أنواعها، ولا سيما أنها قوة ناعمة وسلاح إعلامي عالمي، وربما ستسفر هذه الخطوة التاريخية عن إنشاء هيئة عليا للكتاب والقراءة، وربما ورش عمل ودورات تعنى بفنون الكتابة المسرحية أو السيناريو والحوار، ولعل هذا من التوافقات الرائعة بعد قرار تدشين السينما في المملكة وإعادة الاهتمام بالأعمال الفنية الدرامية الوطنية، وكل هذه الأمور ستسفر أيضا عن انتعاش قوي لفن النقد الأدبي والفني المتلازم مع تطور الشؤون الثقافية.

كذلك اختيار وزير عمل من عمق القطاع الخاص يؤكد لنا انتقال التعاون بين القطاعين العام والخاص إلى درجة الشراكة الوثيقة، وبالتالي سنشهد التأهيل الملائم للقضاء على التحديات التي تواجهها الوزارة كالبطالة وتنظيم سوق العمل، كما أن الوزير الجديد يمتلك سيرة إدارية وقيادية ناجحة في عالم الأعمال، ويعي ويدرك جيدا المصاعب والتحديات التي يواجهها القطاع الخاص، ويمتلك رؤية وطنية تحقق التوافق التام بين القطاعين الحيويين للوطن، ومن خلال متابعة ردود أفعال المواطنين على الساحة التويترية وجدنا تفاؤلا كبيرا بهذا التعيين، مما سيدفع الوزارة إلى أشواط متقدمة في تحقيق الأهداف المنشودة والمتوافقة مع الرؤية الوطنية.

وأخيرا، قرار المحميات الملكية الذي من شأنه دفع قطاعي الترفيه والسياحة أشواطا متميزة في التنمية والازدهار، ولا سيما أن القرار الملكي شمل تأسيس مجلس للمحميات الملكية برئاسة ولي العهد، عبقري التنمية في المنطقة، والذي صادف في نفس الفترة اختياره عالميا ضمن أقوى عشر شخصيات في العالم.

[email protected]