عبدالغني القش

مطالب مجتمعية.. لوزارة الشؤون الإسلامية

الجمعة - 06 يوليو 2018

Fri - 06 Jul 2018

صدر مؤخرا الأمر الملكي الكريم بتعيين الدكتور عبداللطيف آل الشيخ وزيرا للشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد.

ولا شك أن هذه الوزارة تضطلع بمهام جسيمة وأعمال عظيمة، تتعلق بآلاف المساجد وتعيين الأئمة والمؤذنين والخطباء وغيرها من شؤون الدعوة، ويتبعها وفروع عديدة ومكاتب الدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات، ولعلها فرصة مواتية أن أضع بين يدي الوزير الجديد بعض المطالب المجتمعية علها تحظى بعنايته ويضعها في قائمة اهتماماته، ومن ذلك:

العناية بإنشاء وتشييد المساجد بشكل أوسع، فالوزارة معنية بهذا الأمر، لكن الواقع أن التشييد يقوم به أهل الخير من الموسرين، كأن الوزارة أوكلت إليهم هذا الأمر، والأعجب هو وضع شروط مشددة، ومن ذلك وضع كامل قيمة التكلفة في حساب بنكي، وكذلك تشييد مبنى سكني للإمام والمؤذن، وهو أمر مكلف جدا، كان من نتائجه انصراف العديد ممن يرومون بناء المساجد لبلدان إسلامية أخرى وبناء عدة مساجد بأقل من تكلفة بناء مسجد واحد لدينا، فيرجى إعادة النظر في هذه الشروط وتيسيرها على هؤلاء الأخيار، وكذا الدقة في اختيار الإمام والخطيب؛ فالخيارات اليوم باتت متعددة.

ومن العجيب بقاء نظام أن الجمعة لا تقام إلا بموافقة الإفتاء، في نظام يمثل نقطة اندهاش عند الجميع!

أما موضوع خطباء المساجد فهو - كما يبدو لي - الأكثر إلحاحا، خاصة في هذه الفترة، فالخطبة تمثل جرعة أسبوعية متنوعة، شرعيا وفكريا وثقافيا، والخطيب يفترض أن يكون على اطلاع بما يجري، وينزل لمستوى الغالب الأعم في المجتمع فيخاطبهم ويثريهم عقائديا ويمنحهم فكرا عميقا وثقافة راسخة القواعد، ليجعل الجميع يتشوق للخطبة.

وبالعودة لمسؤولية الوزارة عن المساجد فقد جرت في الفترة الأخيرة خطوات تصب في إراحة المصلين، فقد تم توزيع رقم المراقب في كل مسجد، وهي خطوة جيدة سيتمكن المصلون من خلالها من بث مقترحاتهم وملاحظاتهم على الأئمة والمؤذنين، لكن من الواضح أنه لا وجود لضوابط معلنة على الأقل للمحاسبة والمعاقبة، ولذا نجد عددا من المساجد يشتكي مرتادوها من مؤذنيهم وأئمتهم، ولكن..!

وهنا أجدد المطالبة بضرورة تدوير الأئمة، فالإمام لا يخلو من حالين، إما أن يكون حافظا متقنا مجودا ذا صوت ندي وأداء رائع فمثله لا يحسن أن يكون وقفا على حي معين أو مسجد بعينه، وإما أن يكون عكس ذلك تماما، فما ذنب ساكني ذلك الحي أن يعاقبوا به، وفي كل الأحوال فإن تدوير الأئمة كل خمس سنوات يحقق هدفا نبيلا، كتجديد السماع للإمام وتغيير التلاوة وربما المواضع التي كان يرددها إمام ولا يحيد عنها، وهذا النظام سيكون من شأنه تحريك المياه الراكدة وانتعاش المصلين، كما سيمثل نظاما يجعل من الأئمة منضبطين إلى حد كبير، لأنه سيشملهم النقل في الحركة التي تصدر من الوزارة.

أما الجانب الدعوي فيرجى منحه مزيدا من العناية، وقد عملت كمتطوع في أحد مكاتب التعاونية للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات التي تشرف عليها الوزارة، وتحتاج للدعم بكل أنواعه ومختلف أشكاله، بحيث تتنوع برامجها وترتقي لتفي بالطموحات التي تتطلع إليها الوزارة والقائمون عليها، والتي ربما وقف الدعم المادي عائقا أمامها.

وأرجو الاهتمام بالنواحي الإعلامية، فمن المؤسف أن يكون موقع الوزارة تجريبيا، والدعوة بحاجة للإعلام بشكل كبير، فهي تعتمد عليه في عصرنا، كما أن جهود الوزارة يفترض إبرازها، فمن العجب أن تفخر بعض الدول بأنها بلد الـ 40 ألف مسجد، بينما فاق عدد مساجدنا المئة ألف مسجد، ولكن بلا إعلام!

فهل تجد هذه المطالب آذانا مصغية واستجابة عاجلة؟!