تثبيت "نادك" أسعارها يزيد الضغط على "المراعي"

الخميس - 05 يوليو 2018

Thu - 05 Jul 2018

يبدو أن مقاطعة المستهلكين لمنتجات المراعي بدأت تؤتي أكلها، حيث أكد أصحاب مراكز تجارية وبقالات أن كميات كبيرة من منتجات الألبان التابعة للشركة موجودة في الثلاجات منذ أيام عدة، بعد أن كانت سابقا يتم شراؤها أولا بأول، لافتين إلى التأثير الكبير لاتفاق المستهلكين على المقاطعة، مشيرين إلى أنه سيضغط باتجاه عودة الشركة عن رفع أسعارها، خاصة أن شركات أخرى مؤثرة في السوق أعلنت عن بقاء أسعار منتجاتها من الألبان على ما هي عليه.

كما شكل إعلان شركة «نادك» أمس بالإبقاء على أسعارها بهدف الحفاظ على عملائها ضغطا جديدا على «المراعي»، حيث تعد نادك إحدى أكبر ثلاث شركات ألبان في السوق، كما أنها حصلت أخيرا على موافقة هيئة المنافسة لاستحواذها على شركة «الصافي»، وهو ما يشير إلى ترجيح عدم رفع الصافي لأسعارها أيضا.

وغردت «نادك» على حسابها الرسمي في تويتر «أن رفع المنافسين لأسعارهم يعد فرصة لها للحفاظ على قاعدة عملائها والتمسك بالسعر وعدم رفعه».

وأعلنت الهيئة العامة للمنافسة الاثنين الماضي، أن مجلس إدارتها قرر عدم الممانعة من إتمام عملية التركز الاقتصادي باستحواذ الشركة الوطنية للتنمية الزراعية «نادك» على شركة «الصافي دانون المحدودة». ووقعت «نادك» في أبريل الماضي اتفاقية نهائية لشراء 100% من الحصص في «الصافي دانون» مع كل من شركة الصافي القابضة وشركة دانون للألبان الاستثمارية إندونيسيا بي تي أي المحدودة (الشركاء البائعين).

تخوف على الحصة

وأوضح مطلعون أن قرار نادك يضيف ضغطا كبيرا على المراعي التي تتخوف من استغلال منافسيها الفرصة للاستحواذ على حصتها السوقية الكبيرة، إلا أن خشيتها الأكبر هي من مقاطعة الجمهور لكامل منتجاتها الأخرى بخلاف الألبان، مثل العصائر واللحوم والدواجن والمنتجات الزراعية والغذائية المختلفة.

لا مشترين

وأكد عبدالله العتيبي (صاحب مركز تجاري بأحد أحياء الدمام) امتناع كثير من المواطنين عن شراء منتجات المراعي كلها، وليس الألبان فقط، وهو ما يحدث للمرة الأولى، مرجعا الأمر إلى أن الحملة الكبيرة في مواجهة رفع الأسعار عبر وسائل التواصل والمجالس العامة كانت كبيرة هذه المرة، وتضامن معها كثيرون، كما أنها جاءت مواكبة لارتفاعات في فواتير الكهرباء والماء وأسعار الكثير من المنتجات والخدمات، منوها إلى أن الحملة جاءت لترسل رسائل لكل الجهات التي رفعت أو تنوي رفع الأسعار أن مصيرها المقاطعة.

مقاطعة واضحة

وأشار مدير التسويق في أحد المراكز التجارية بالخبر إبراهيم الموسى إلى أن مقاطعة منتجات المراعي من الألبان باتت واضحة، حيث توجد بعض عبوات الألبان في الثلاجات منذ 3 أيام على غير العادة، وبما أن المستهلك يبحث عن الجديد دائما فإن هذه المنتجات ستعود بالتأكيد رجيعا للشركة.

تضامن المستهلكين

وقال محمد الفاضل (مستهلك) وهو يختار منتجات لشركة أخرى، إنه يفعل ذلك تضامنا مع المواطنين الذين يتأثرون بأي ارتفاع مهما قل مقداره، مشددا على أن سياسة المقاطعة للشركات التي ترفع الأسعار أثبتت نجاحها وردعت كل من يفكر في الرفع، آملا أن تستجيب الشركة، حيث أشار إلى أن المواطنين لا يرغبون في الإضرار بها.

زيادة غير مبررة

بدوره أكد رئيس اللجنة التجارية السابق بغرفة الشرقية علي برمان تفهمه لبيان جمعية حماية المستهلك الذي جاء حرصا على مصالح المستهلكين من الزيادات غير المبررة والكبيرة، مشددا في الوقت نفسه على ضرورة تخفيض الرسوم الجمركية، وكذلك دعم الصناعات الوطنية، مؤكدا أن المستهلك سيتحمل في النهاية تبعات الزيادة الجديدة في تكلفة المنتج.

محاربة الاحتكار

وأكد الأستاذ المشارك بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن والناشط في حماية المستهلك الدكتور عبدالوهاب القحطاني قوة تأثير المقاطعة للشركات التي ترفع الأسعار، وهو ما يحدث لشركة المراعي، لافتا إلى أن جمعية حماية المستهلك لديها الحق في التعبير عن رأيها فيما يتعلق بزيادة الأسعار بمختلف السلع بغرض حماية المستهلك من الجشع والمبالغة في الأسعار، إلا أنها لا تمتلك الصلاحية في التحكم في الأسعار، مشيرا إلى أن وزارة التجارة والاستثمار تمتلك الصلاحيات النظامية لضمان تحرير الأسعار ومحاربة الاحتكار وتشكيل تحالفات لزيادة الأسعار بين الشركات في وقت متزامن.

ضغط كبير

ورأى القحطاني أن قرار بعض شركات الألبان بالإبقاء على الأسعار سيشكل ضغطا على «المراعي» لإعادة النظر في التسعيرة الجديدة مع تراجع حصتها السوقية، خاصة أن الألبان حساسة وسريعة التلف، داعيا المستهلك للبحث عن البدائل الأخرى بالأسعار المناسبة، بالإضافة للترشيد في الاستهلاك.