عبدالله قاسم العنزي

يا شركة الكهرباء.. هل أنت الخصم والحكم؟

الخميس - 05 يوليو 2018

Thu - 05 Jul 2018

من يتابع مواقع التواصل يتأكد أن هنالك حالة استياء من المواطنين بمختلف فئاتهم اعتراضا على الارتفاع غير المسبوق في فواتير الكهرباء! وكان جواب شركة الكهرباء بكل أدب وحسن تعامل مع العميل أن ارتفاع فواتير الكهرباء سببه يعود إلى تصحيح أسعار التعريفة الكهربائية بحسب شرائح الاستهلاك في القطاع السكني، إضافة إلى تغيير أنماط الاستهلاك في فصل الصيف من خلال الارتفاع الكبير في استخدام أجهزة التكييف. ولم تقل شركة الكهرباء من لم يعجبه من العملاء فليضرب رأسه بالجدار، بل أكدت ودعت مشتركيها الذين (يصيحون) من الارتفاع الجنوني إلى التواصل معها. وفي تقديري بعد هذا الفن في التعامل مع المشتركين إننا نثق بشركتنا الموقرة ولا نصيح من غلاء الفواتير.

مع أننا نعلم أن شركة الكهرباء مثقلة بالديون طويلة الأمد، وأنها لا تزال لدينها مشكلات وتحديات لم تعالجها بعد مثل مشكلة قراءة العداد لدى المستهلك النهائي للطاقة الكهربائية مع أنها - أيها المشتركون - ترفع شعار «نعمل بإتقان من أجلكم»!

مشكلة الفواتير ليست جديدة، فقد تكلم عنها الكاتب شلاش الضبعان في جريدة اليوم بمقال بعنوان «قصتي مع فاتورة الكهرباء» ويقول بأنه من عملاء شركة الكهرباء المنتظمين في السداد، وأن لديه عادة طيبة كلما نزل راتبه سدد مباشرة فاتورة الكهرباء دون مراجعة، لثقته بالشركة الوحيدة والفريدة من نوعها.

ولكن سرعان ما تغيرت عادة الكاتب الطيبة بعادة الشك وسوء الظن! بعدما فوجئ بفاتورة تبلغ أربعة أضعاف مبلغ الفاتورة المعتاد - بحسب تعبيره، يقول: عدت وطبعت الفاتورة من موقع شركة الكهرباء وبدأت في قراءتها بتمعن لأول مرة في حياتي. ولم يكتف بذلك، لك أن تتخيل أنه نزل إلى الشارع وقرأ عداد الكهرباء الذي على جدار منزله، كاد يصعق الرجل، يقول: اتصلت مباشرة على رقم الشكاوى في شركة الكهرباء، وبينت لهم الأمر المختلف عن العادة، فقالوا انتظر ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب، بعدها بربع ساعة فقط جاءه البشير برسالة على جواله بأن إغلاق الشكوى تم والموضوع سيعالج في المدة المحددة، ولم يتجاوز الأمر يومين - حسبما ذكر الكاتب - إلا ونزلت الفاتورة بمبلغ زهيد دراهم معدودات لا تتجاوز 97 ريالا بعدما كانت الفاتورة 2147.55 ريالا، أرأيتم جودة هذه الخدمة أيها المشتركون!

وختم الكاتب مقاله بنصيحة خرجت من رحم التجربة قائلا: راجعوا فواتيركم قبل أن تدفعوا! إن القصص التي مر بها كاتب المقال كثيرة ومماثلة رغم عمل شركة الكهرباء بإتقان من أجلنا.

أما قصتي أنا أيها الكرام في وقت يصيح البعض من الارتفاع غير المنطقي، فإني أضحك ومن شدة الضحك استلقيت على ظهري، وأعوذ بالله من شر الضحك، فقد جاءت فاتورة هذا الشهر 20 ريالا فقط، مع علمي علم اليقين أن الشهر المقبل سوف (تجلطني) شركتنا الموقرة.

ما أريد أن أختم به أن شركة الكهرباء ليست هي الخصم والحكم، فهنالك جهة يستطيع المواطن التوجه إليها مباشرة في حال لم يقتنع من رد شركة الكهرباء على شكواه المقدمة لها، وهي هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج، فهي تعالج شكاوى المشتركين بموجب القرار رقم (54/429) وتاريخ 15/10/1429هـ، ووفق ما تنص عليه المادة الـ 29/1 من اللائحة التنفيذية لنظام الكهرباء وتقديم الشكوى، وبطريقة سهلة لا تأخذ كثير جهد، مجرد الضغط على أيقونة الشكاوى في موقع هيئة تنظيم الكهرباء والإنتاج المزدوج وانتظر جوابهم. دمتم بخير وإلى لقاء آخر.