أمل السليم

كفيف القلب والروح

الخميس - 05 يوليو 2018

Thu - 05 Jul 2018

كلنا نحتاج للاهتمام ممن حولنا، لكن لا بد أن نترك مساحة لغيرنا من هذا الاهتمام، وألا نستحوذ عليه. لاحظت من خلال تجاربي مع أشخاص أن منهم من يفرض لنفسه أن يكون محط الأنظار والمتصدر في جميع المواقف، بحيث يكون مرجعية علمية اقتصادية اجتماعية دينية إن لزم الأمر، ليس لكفاءته في جميع المجالات، ولكن لإشباع شعور أنه الأفضل على الإطلاق.

من الطبيعي أن يمتلك الشخص الثقة بالنفس، لكن هناك فرق بين الأنانية والنرجسية وحب الذات والثقة المطلوبة، فنجده يرغب في الحديث عن نفسه ومنجزاته طوال الوقت ولا يترك فرصة لغيره، كأنه يسير في هذه الحياة في نفق يبدأ منه وينتهي إليه، فمعه تشعر كأن العالم لا يدور إلا حوله فقط.

وقد نجد هذا الشخص في كثير من حولنا، والأصعب أن يكون مديرك أو زميل عمل يومي أو شريك حياتك، فاحذر من أن يبث المشاعر السلبية في نفسك وكن واعيا لأنه لا يفكر إلا بمصلحته ولا يراعي إلا مشاعره، وإن كان لديه بعض الخصال الحسنة إلا أنه لا يحسن مراعاة مصالح ومشاعر ورغبات من حوله ولا يكترث لها « ففر من الأناني فرارك من الأسد» وإلا سيقتصر دورك على السماع لمغامراته كل يوم، والتي لن تنتهي إن لم توقفه بحكمة.

الفرار هنا لا يتحقق فقط بقطع العلاقة نهائيا، فهناك من نضطر لمعايشته خاصة من الأهل أو زميل عمل، ولننجو بأنفسنا علينا أن نتعلم الطرق التي تساعدنا في التعامل معه، والتي قد تجعله يفكر في تغيير نفسه، فالأنانية مصيدة الشيطان وأساس كل بلاء.

همسة: إن من يحيطون بك بشر مثلك يخطئون، فلا تنتظر منهم الكمال، وتعلم من أخطائهم مهما خيبو ظنك وتجاهلهم قدر الإمكان فقضاء الوقت بمفردك خير من قضائه مع شخص لا يهتم بأمرك.

وقد ذكر ابن شبرمة في ذلك: إذا سألت أخاك في حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها فتوضأ للصلاة وكبر عليه أربع تكبيرات وعده في الموتى.