سحر أبوشاهين

بطوننا تنجب «ذيب» و«جاسر»

الخميس - 05 يوليو 2018

Thu - 05 Jul 2018

قطعة من قلوبنا انتزعت برحيلكما، أحزننا وأوجعنا شبابكما الآفل، آلمتنا سنوات من الإنجازات والأوقات السعيدة لم تعيشاها، أرض وطن لن تخطوا على ترابها ولن تصليا في مساجدها، حضن والدين فارغ منكما.

اخترتما وأنتما في بلد ليس ببلدكما ولأجل طفلين على غير دينكما ويحملان غير جنسيتكما، اخترتما القفز في النهر آملين - دون أن تخطر ببالكما كل الاعتبارات السابقة - إنقاذهما وإعادتهما إلى ذويهما سالمين، وبالفعل تحقق الهدف، وسلم الطفلان ولكنكما يا ذيب العلمي ويا جاسر الراكة لم تسلما، بتما اسما على مسمى «ذيب» حقيقي و»جاسر» فعلا!

أي شرف نلتما وأي مكانة تبوأتما في قلوبنا؟ أنتما صورة الشاب السعودي التي نريد لأبنائنا أن يكونوا عليها، أنتما من جعلتما لمعاني الشهامة والرجولة معنى، من جسدتم الإنسانية والتآخي فعلا، لا قولا بشعارات زائفة تتلاشى على الوسائد الوثيرة وتذروها نسائم التكييف الباردة.

ما فعلتماه هو الرد الشافي على كل من يحاول تشويه صورة شبابنا، فيعمم ويضخم من شأن نماذج محدودة لبعض العابثين عديمي المسؤولية والأخلاق، ويكتب ويصور وينشر بكل الطرق والوسائل الممكنة، كما لو لم يوجد بالبلد غيرهم، وكما لو لم تنجب بطون السعوديات سواهم. كلا، أمهاتنا أنجبن ملايين من «ذيب» وملايين من «جاسر» هم في كل مكان حولك، في: المدارس، الجامعات، المستشفيات، الشرطة، المرور، الدفاع المدني، الوزارات، الشركات، المؤسسات، الحقول والمزارع، المطاعم والمحلات، هم في كل مدينة وقرية وهجرة، متاريس يكمل بعضها بعضا، لتدور العجلة فتستمر حياتنا وحياتك، فقط افتح عينيك جيدا لتراهم، لأنك إن لم تشاهدهم فتلك مشكلتك.

السعوديون يستحقون ترويج صورة إعلامية تعكس للعالم حقيقتهم الطيبة، المحبة للسلام والتعايش، الراغبة والقادرة على التطور والابتكار متى ما وجدت العوامل المساعدة والبيئة المهيأة، ولا يجب أن ننتظر غرق شبان آخرين لإيصال هذه الصورة، هي مهمة عظيمة بحاجة لإعلام على أعلى مستوى، موجه للخارج وناطق بعدة لغات، يجعل من تعزيز صورة السعودية الجديدة ومعدن السعوديين الحقيقي هدفا أسمى له، وينجح في محاربة حملات التضليل والتشويه التي تقودها وسائل إعلام معادية تتبع دولا لا تريد بالمملكة ولا بشبابها وشاباتها خيرا.

لا ننكر امتلاكنا وسائل إعلامية جيدة، ولكن حجم ونطاق تأثيرها عالميا أقل مما هو مطلوب بكثير وما يجب أن يكون وما يليق ببلدنا. وبما أن التمويل لا ينقصنا لا بد أن العلة في التخطيط والإدارة والكوادر البشرية المؤهلة، وهي نقاط ضعف وعقبات تجاوزها والتغلب عليها ليس من سابع المستحيلات!

الأكثر قراءة