حسن علي القحطاني

الأمانة يا أمين الأمم المتحدة

الخميس - 05 يوليو 2018

Thu - 05 Jul 2018

تقرير الأمم المتحدة حول أطفال اليمن لم يفاجئني رغم كل ما احتواه من مغالطات ومعلومات غير صحيحة عن أطفال اليمن، فنحن أمام حالة من التخبط المتواصل في ملف اليمن رغم وضوح تفاصيله، فمنذ وصول البرتغالي أنطونيو غوتيريس لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة في مطلع يناير العام الماضي، ظلت المنظمة مكتوفة الأيدي أمام معاناة الشعب اليمني وأطفاله، فلم تقدم مشروعا واحدا يحقق الأمن والسلم على أرضه، رغم أن هذا محور عملها الرئيس.

بدأ تخبط أداء الأمم المتحدة مع اعتلاء غوتيريس كرسي أمينها، حيث وقع قرارا ضد التحالف العربي لدعم الشرعية، مخالفا بذلك القرار الأممي 2216 المرتكز إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار اليمني، كمرجعيات لحل الأزمة، وما تلاها من التعامل بسلبية مع كل ما يخص الشرعية اليمنية، إذ أبدت المنظمات التابعة للأمم المتحدة في صنعاء عدم اهتمامها بالمناطق التابعة لها، متجاهلة عدن من زياراتها، في حين تتعامل بشكل فعال ومتواصل مع الانقلابيين وتتعاون مع مؤسساتهم في إيصال المساعدات، مما حول المساعدات الدولية إلى ورقة تخدم توسع الانقلاب الحوثي، وورقة ولاء حوثية يستخدمها عبر منع وصولها للمناطق الموالية للشرعية، فيوقفها عبر نقاط التفتيش، ويحول مساراتها إلى المناطق الخاضعة لسيطرتهم، في غياب تام لوجود المراقبين الأمميين.

موظفو الأمم المتحدة يدعون بأن تحركاتهم وفق تعليمات أمنية مشددة، لتبرير الاعتماد بشكل شبه كلي في نقل المعلومات من مصادر حوثية مشبوهة، أو الاعتماد في إيصال المساعدات على بعض التجار الموالين لميليشيات الحوثي الانقلابية ممن تم معهم توقيع عقود إيصال المساعدات، وهذا يسهم في زيادة الموارد المالية الحوثية.

تخلت المنظمة الأممية عن حيادها، فأغفلت في الزيارات الدورية المناطق التي كان يحاصرها الحوثيون، وأهملت ما وصل إليه الوضع الإنساني فيها من ترد، في حين أنها تخص صعدة والمناطق التي يختارها الانقلابيون للتفقد الدوري، بينما قوات التحالف العربي أوصلت المساعدات لجميع المحافظات دون أي تمييز، وقدمت الرعاية الطبية لجميع الجرحى بمن فيهم جرحى الحوثي.

جاء تقرير غوتيريس متجاهلا 500 ألف لغم زرعتها ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران في مختلف جبهات القتال وداخل الأحياء السكنية، موهتها على شكل مطبات أرضية وأحجار ومجسمات، وزرعت الألغام في بقايا الصواريخ أو القذائف التالفة، بل وربطت بعضها بجهاز (ريموت) يفجرها عن بعد، بينما يقوم أبطال التحالف العربي بتفكيك وتطهير أرض اليمن منها. تجاهل أيضا الدروع البشرية التي يستخدمها الحوثيون والاحتماء بالمدنيين العزل، وكيف أن التحالف العربي منع قصف المدن لتجنيب المدنيين المخاطر، مع مراجعة قواعد الاشتباك العسكري بشكل دوري.

تجاهل غوتيريس أيضا جهود قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية وشقيقتها الإمارات العربية المتحدة في تأهيل وتسليم الأطفال الذين جندهم الحوثي وجرهم لساحات المعارك رغما عنهم، مانحا الاستقرار والأمن لأسرهم.

وتجاهل تقريره الانتهاكات

التي تحدث في سجون صنعاء، ولا سيما السجن المركزي، والسجناء فيه من موظفين مخلصين لشرعية بلدهم، وصحفيين شرفاء، أو معارضين رفضوا التعاون مع الميليشيات الانقلابية حتى لا تكون اليمن أداة في يد إيران، ففجرت بيوتهم، وهددت أعراضهم.

هذه التصرفات اللا مهنية وعدم التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني في عدن، والخروج عن الحياد في الزيارات وتوزيع المساعدات، تضعنا أمام سؤال مهم: ماذا قدمت الأمم المتحدة على مستوى الفرد ومؤسسات المجتمع المدني في اليمن؟ الإجابة حتما: لا شيء.

hq22222@