إسماعيل محمد التركستاني

دردشة كروية

الأربعاء - 04 يوليو 2018

Wed - 04 Jul 2018

الملايين من البشر ومن الجنسين وبكل ألوان الطيف من ثقافات وحضارات وشعوب، تعتبر لعبة كرة القدم هي اللعبة الشعبية الأولى لديهم، السؤال لماذا؟ طبعا، قد تكون الإجابة عن مثل هذا السؤال صعبة جدا، وقد يكون فيها نوع من النقاش الجدلي الذي لا ينتهي بإجابة واضحة وصريحة، ولكن يمكن القول إن شغف جميع الأمم بهذه المستديرة المليئة بالهواء شغف غريب عجيب وليس له نهاية! نرى مثلا هذا التجمع الكروي المسمى ببطولة كأس العالم لكرة القدم (FIFA) والذي يحدث كل أربع سنوات على بقعة من بقع الأرض، تجمع يأتي إليه البشر من كل أصقاع المعمورة لمشاهدة لقاءات رياضية بين مجموعة من الدول الذي استطاعت الوصول إلى هذا التجمع، هذه الدول وضعت كل إمكاناتها المادية والبشرية وخططها الاستراتيجية لتجهيز فريق رياضي متكامل، معقود عليه الآمال بالظهور المشرف في هذا التجمع المشهود من جميع أمم الأرض! وكل ما تقدم عمر البطولة يزداد انجذاب الشعوب إلى ذلك البطل الذي سوف يحمل كأس البطولة التي تعتبر تحفة فنية رائعة لا مثيل لها. وبانتهاء المباراة النهائية، ينفض الاجتماع الأممي سواء في الملعب الرياضي أو من أمام الشاشة التي كانت سببا في تجمع مختلف الأعمار ومن الجنسين لمدة ساعة ونصف الساعة!

وبعد أخذ قسط من الراحة، تبدأ الاستعدادات مرة أخرى لتجمع رياضي آخر فيه من الآمال والطموحات الكثير.

الفوز في المباراة هل يعتمد على الحظ أم على المهارة وتكتيك اللعب داخل المستطيل الأخضر؟ هناك أمثلة عديدة على السبب وراء هذا السؤال. فمثلا مباراة منتخبنا الوطني أمام منتخب الأورجواي لعب المنتخب السعودي مباراة جميلة جدا، واستطاع أن يصل إلى منطقة الدفاع للفريق المنافس عدة مرات، ومنها مثلا تلك الفرصة للاعب الشاب الذي قذف بها عاليا وكانت من الممكن أن تكون فرصة هدف محقق، إلى جانب فرصتين أخريين كان من الممكن أن تكونا هدفين محققين لصالح المنتخب السعودي، إلى جانب سيطرته على الكرة في معظم أوقات المباراة، إلى جانب العديد من المباريات الأخرى التي لعب الحظ فيها دورا هاما، مثل مباراة الأرجنتين ونيجيريا. هل هو الحظ وراء انتصار الفرق الكروية أم هو تخطيط ومهارة لعب؟ أعتقد أن للحظ دورا رئيسا وراء الفوز، منتخبنا كان بحاجة إلى الحظ أمام منتخب الأورجواي رغم ظهوره المميز ومهارة اللاعبين، أما مباراته أمام الروس فكان السبب الرئيس من وجهة نظري سوء قراءة مدرب المنتخب السعودي لكيفية اللعب في مباراة الافتتاح أمام فريق معظم لاعبيه من كبار السن ويعاني من ضعف في اللياقة!

باختصار، من الظهور المميز للمنتخب السعودي في المونديال الروسي، عندي إيمان عميق بأنه سيكون له شأن عظيم في البطولات المقبلة، خاصة البطولة الآسيوية التي ستقام بعد ستة آشهر.

لدينا منتخب كروي معظم عناصره من الشباب الذين يمكن الاعتماد عليهم بقوة في البطولات المقبلة، وذلك بالتخطيط المميز مثل الذي شاهدناه قبل المونديال الروسي، حيث كان تخطيطا وتجهيزا مميزا من جميع الجوانب وكان من ثماره ما شاهدناه من تميز في مباراة الإعداد للمنتخب أمام المنتخب الألماني، والظهور الأكثر من رائع أمام منتخب الأورجواي ومنتخب مصر.

أتمنى - وهذه أمنية الجميع - أن يحقق منتخبنا كأس آسيا بإذن الله.