غريفيث إلى صنعاء والحوثيون يراوغون ويرفضون الانسحاب من الحديدة

الثلاثاء - 03 يوليو 2018

Tue - 03 Jul 2018

يشهد مسار مشاورات وجهود المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث الذي وصل صنعاء أمس في زيارة ثانية له في أقل من أسبوعين للقاء قيادات ميليشيات الحوثي بشأن أزمة الصراع في اليمن وخطة انسحاب الميليشيات من مدينة وميناء الحديدة حالة من الضبابية، وغياب المصداقية لدى ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، وتعنتها المستمر والمراوغة واللعب على عامل الوقت لالتقاط الأنفاس، بينما تحشد تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحديدة، وتواصل حفر الأنفاق والخنادق داخل المدينة وتفخيخ الطرقات والساحل والمنشآت العامة والخاصة والمزارع، وهو ما تؤكده تصريحات قيادات حوثية بأنهم لن ينسحبوا من الحديدة، وأن الحديث سيكون عن إمكان مشاركة الأمم المتحدة في الإدارة المالية لإيرادات الميناء، وجدد ناطق الحوثيين محمد عبدالسلام تأكيده على أن جماعته لن تسلم ميناء الحديدة، ولا موانئها، داعيا الأمم المتحدة إلى البحث عن حل سياسي. وعلى الرغم من إعلان التحالف العربي عن وقف العمليات العسكرية في جبهة الساحل الغربي لمنح المبعوث الأممي غريفيت فرصة جديدة للسلام وطرح خطة الأمم المتحدة لانسحاب الميليشيات من الحديدة، والبدء بمفاوضات بين طرفي الشرعية والانقلابيين، إلا أن الميليشيات ما زالت مستمرة في حفر الخنادق واستحداث الحواجز الترابية.

وأكد مصدر محلي في تصريح عبر الهاتف لـ»مكة» أن الميليشيات لا تزال تعمل على حفر الخنادق والسواتر الترابية، وقطع الشوارع الرئيسية والفرعية في المدينة، وقطعت الطرقات المؤدية إلى زبيد والحسينية وبيت الفقيه، ما يعبر عن عدم رغبة الميليشيات للجنوح للسلام، ونقضها للمعاهدات والمواثيق كما في السابق.

من جهته أكد وزير الخارجية اليمني، خالد اليماني، أنه لا سبيل لتحقيق أي تقدم في مبادرة الحديدة دون الانسحاب الكامل وغير المشروط للميليشيات من الحديدة، الأمر ذاته أكدته الأحزاب اليمنية في بيان لها مشددة على ضرورة التزام الميليشيات بالمرجعيات الثلاث والانسحاب الكامل من الحديدة.

قوة مدربة

ميدانيا دفعت القوات اليمنية المشتركة المسنودة بمقاتلات التحالف العربي بقوة جديدة ومدربة إلى جبهة الحديدة غربي اليمن، وفق ما أعلن مصدر في الإعلام العسكري التابع لألوية حراس الجمهورية، بقيادة طارق صالح، أن القوة الجديدة باشرت في الساعات الماضية مهامها في خطوط المواجهة بعد أن أكملت التدريب والتجهيز والتسليح، وأكد أن القوة على مستوى عال من التدريب ومعززة بتسليح متطور ومتكامل وعزيمة قتالية عالية، ويأتي الدفع بالقوة الجديدة متزامنا مع الانتصارات المتتالية التي تحققها المقاومة المشتركة التي تضم ألوية حراس الجمهورية، والعمالقة، والألوية التهامية، في الحديدة وسط انهيارات كبيرة في صفوف الميليشيات الحوثية.

وأقدمت ميليشيات الحوثي على «وضع سواتر ترابية وحفر خنادق وإغلاق الطرقات على امتداد الخط السريع من بيت الفقيه الحسينية حتى زبيد مرورا بطريق التحيتا، وفي العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أجبرت ميليشيات إيران المستشفيات الخاصة على تجهيز فرق طبية لإرسالها لرعاية وعلاج الجرحى من مقاتليها في جبهة الحديدة، ووجهت وثيقة صادرة من عبدالله بن دحان شديق، المعين من قبل الميليشيات مديرا عاما للمنشآت الطبية الخاصة، أمرا من الحوثيين لكل المستشفيات الخاصة في صنعاء بتجهيز فرق طبية من عدة تخصصات وإرسالها إلى جبهة الحديدة، وأكدت الوثيقة على ضرورة أن يتكون كل فريق طبي من عدة تخصصات تشمل «جراحة عامة، عظام تخدير، أوعية دموية، جراحة مخ وأعصاب، طوارئ، ممرضي عناية مركزة، فنيي سيارات إسعاف».

وفي السياق زجت الميليشيات بفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة في معاركها الخاسرة ضد اليمنيين في جبهة ميدي حيران شمال محافظة حجة دون مراعاة لحالاتهم المرضية الواضحة عليهم، وأكد المركز الإعلامي للمنطقة الخامسة أن قوات الجيش أسرت يوم الجمعة الماضي أثناء تقدمها في وادي حيران معاقا كان يقاتل في صفوف الميليشيات الحوثية، وأوضح المركز أن المعاق يدعى «عادل عطيفة» من أبناء محافظة حجة وهو مصاب بضمور في الأعصاب نتيجة لحادث سابق مما تسبب له في صعوبة النطق والحركة.

حملة ضد التجار

نفذت ميليشيات الحوثي حملة على تجار الجملة والصيدليات والمولات، ومحلات الصرافة في بعض شوارع العاصمة صنعاء لمصادرة العملة الجديدة فئة 1000، و500 ريال في استمرار عملياتها الممنهجة لنهب المال الخاص، وأكد شهود عيان أن الميليشيات نفذت حملة على تجار الجملة والصيدليات والمولات وغيرها من المراكز التجارية في الحصبة وخط المطار، وجميع أحياء العاصمة لمنع تداول العملة الجديدة فئة 1000، و500 ريال وقامت بمصادرة مبالغ مالية من فئتي العملة الجديدة داخل هذه المحلات والمراكز التجارية، وأشاروا إلى أن الميليشيات أجبرت ملاك المحلات التجارية على كتابة التزام خطي بعدم تكرار تعاملهم بالعملة الجديدة وضرورة إشهار قرار منع التعامل بفئتي 500 و1000 الجديدة في لوحات بارزة، على واجهة محلاتهم.

يذكر أن ميليشيات الحوثي قامت باقتحام عدد من المصارف وصادرت أموالا طائلة، من بينها أحد فروع مصرف الكريمي بصنعاء وأغلقته عقب نهبها 50 مليون ريال بذريعة تداوله هذه العملة الجديدة، كما نهبت عددا من محلات الصرافة، مبررة ذلك بمخالفتها لقرار منع تداولها.