مخاوف من رفع جماعي لمنتجات الألبان بعد زيادة "المراعي"

مختصون يدعون هيئة المنافسة لدراسة مسوغات الرفع
مختصون يدعون هيئة المنافسة لدراسة مسوغات الرفع

الثلاثاء - 03 يوليو 2018

Tue - 03 Jul 2018

فيما أشارت مصادر على صلة بشركات الألبان إلى أن ارتفاع أسعار الطاقة وبعض المدخلات الصناعية قلصت هوامش الأرباح لدى شركات الألبان، ما يجعلها تعيد النظر في أسعار بعض منتجاتها، دعا اقتصاديون ومختصون بحماية المستهلك الهيئة العامة للمنافسة إلى دراسة الأسباب الحقيقية لرفع شركة المراعي أسعار منتجاتها من الحليب والألبان بنسب تراوحت بين 5 و9% ، معربين عن خشيتهم من أن يكون الرفع مقدمة لقرارات تتخذها شركات أخرى برفع الأسعار، منوهين إلى أن أسعار الألبان شهدت انخفاضا ملحوظا على مستوى العالم في الآونة الأخيرة.

وأعلنت المراعي أمس عن تعديل أسعار منتجاتها بمبالغ تتراوح بين 25 و50 هللة للعبوة، فمثلا ارتفعت عبوة اللبن (1 لتر) من 4.25 ريالات إلى 4.5 ريالات، فيما بلغ سعر عبوة ( 2 لتر ) 8 ريالات مقابل 7.5 ريالات سابقا، وعزت الشركة الزيادة إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج المتمثلة في الطاقة والنقل واستيراد الأعلاف والأيدي العاملة.

وطالب مغردون في تويتر وزارة التجارة والاستثمار وجهات أخرى بالتدخل لكبح الارتفاع في أسعار الألبان كسلعة أساسية بعد رفع المراعي أسعارها، متوقعين أن تقدم باقي الشركات على الخطوة نفسها.

دراسة الأسباب مهمة

ودعا رئيس جمعية حماية المستهلك السابق الدكتور سليمان السماحي الهيئة العامة للمنافسة إلى التدخل ودراسة أسباب الارتفاع الحقيقية، مشددا على ضرورة التأكد من عدم وجود تحالف أو اتفاق احتكاري، مبديا قلقه من الزيادة الجديدة والتي قد تكون مقدمة لارتفاعات أخرى تشمل مختلف الشركات العاملة في قطاع الألبان، مشيرا إلى أن الهيئة سبق أن تدخلت في أوقات سابقة عند ارتفاع أسعار الأرز ومواد غذائية أخرى لمصلحة المستهلك.

هوامش الربح جيدة

وأكد السماحي أن هوامش الربح لشركات الألبان لا تزال جيدة، رغم ارتفاع أسعار بعض المدخلات الصناعية والطاقة، مطالبا بضرورة مراقبة زيادة الأسعار، خاصة مع تقلص عدد الشركات نتيجة عمليات الدمج المستمرة بين الشركات، والذي قد ينتج عنه احتكار قلة.

مراعاة ولاء العميل

ودعا المختص بالتسويق الدكتور عبيد العبدلي الشركات لمراعاة العملاء والحرص على ولائهم، مستبعدا في الوقت نفسه تأثر مبيعات الشركات، ولا سيما أن الزيادة ستكون جماعية في الأيام المقبلة، مؤكدا أن وزارة التجارة والاستثمار وهيئة المنافسة تتحملان مسؤولية كبرى في مراقبة الأسواق والحيلولة دون حدوث زيادة كبرى في الأسعار واستغلال أي حالة احتكارية.

وأشار في نفس الوقت إلى ضرورة حصول المشاريع الوطنية على هوامش أرباح معقولة، مرجحا إقدام شركات أخرى على خطوات مماثلة في الأيام المقبلة، وخصوصا أن الزيادة الجديدة صادرة من الشركة الكبرى.

زيادة تكاليف الإنتاج

من جانبه أوضح رئيس اللجنة الوطنية السابق للألبان محمد جان أن صناعة الألبان تواجه تحديات حقيقية جراء ارتفاع مدخلات الإنتاج، مشيرا إلى أن تكلفة الإنتاج تختلف من شركة لأخرى، مضيفا أن هذه التكاليف تشكل أكثر من 90%، متوقعا اتخاذ شركات أخرى خطوات مماثلة، نظرا لكون شركة «المراعي» من الشركات الكبرى التي تقود السوق.

وأكد أن جميع شركات الألبان تعاني من زيادة التكلفة، لافتا إلى أن الأسعار القديمة ساهمت في تكبيد العديد من الشركات خسائر كبيرة، مما ساهم في خروج بعض الشركات من السوق جراء عدم القدرة على تغطية التكاليف، موضحا أن الطاقة والنقل والأعلاف والأيدي العاملة سجلت زيادة ساهمت في ارتفاع التكلفة الإنتاجية، بالإضافة لذلك فإن المقابل المالي ساهم في زيادة التكلفة.

ارتفاع أسعار الأعلاف

في ذات السياق أشارت مصادر ذات علاقة بصناعة الأعلاف إلى أن شركات الألبان ستضطر لاستيراد الأعلاف الخضراء من الخارج بنهاية عام 2018، حيث سيبدأ تطبيق إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء بالمملكة على خلفية قرار صادر من وزارة الزراعة، لافتة إلى أن سعر الأعلاف في السوق المحلية يبلغ 800 ريال مقابل 1200 ريال للأعلاف المستوردة، مبنية أن الشركات الكبرى تستورد نحو 70% من الأعلاف من الأسواق الخارجية.

وحول الزيادة الحاصلة في أسعار الأعلاف وانعكاسها على شركات الألبان، أوضحت المصادر أن التأثير يتفاوت من شركة لأخرى، حيث تعمد شركات لزراعة الأعلاف في مزارعها الخاصة، ما يسهم في تخفيض التكلفة الإنتاجية، فيما تعتمد أخرى على الأعلاف بنسبة 100%.