عبدالحليم البراك

«الفود ترك» من حل لمشكلة إلى مشكلة تحتاج حلا!

الاثنين - 02 يوليو 2018

Mon - 02 Jul 2018

جاءت المطالبات للفود ترك أو بعبارة مترجمة حرفيا «عربات الأغذية»، أو بترجمة غير حرفية «المطاعم المتنقلة» لثلاثة أسباب منطقية ومعقولة ومفيدة لحل ثلاث مشاكل، فخلقت ثلاث مشاكل أخرى.

أسباب السماح لها هي الحاجة إلى توفر مطاعم أو كافيتريات في أماكن تجمعات موسمية كمناسبات كرة القدم التي لا يتجمع المشجعون فيها إلا مرة في الأسبوع في أحسن الأحوال أو في «الإيفنتات» التي زادت وتيرتها هذه الأيام، أو المهرجانات السنوية في الأماكن البعيدة التي يصعب على التجار الاستثمار فيها لمدة وجيزة ثم تهجر، كمهرجانات الربيع والصيف والكليجا!!

السبب الآخر السعودة، والسبب الأخير هو أننا نريد أن نصبح كالدول التي نسافر إليها، ولسبب ما - لا أدري لماذا - عندما نسافر إلى نيويورك مثلا أو شيكاغو فإن هذه «التركات» تبهرنا.

ماذا حدث بعد ذلك؟ أو كيف تحول «الفود ترك» من حل لمشكلة إلى مشكلة تحتاج حلا؟ بعض ما حدث هو اختراق العمالة غير السعودية هذه التجارة، فصارت ليست أكثر من فروع لمطاعم قوية، وطار فيها الشاب العصامي، وصار شابا عصبيا عصابيا وليس عصاميا، ثم إنها بدأت تتركز في الحدائق وصارت مستقرة، يعني أصبحت مطعما متحركا مستقرا، ومطعما ثابتا، بل مشوها للمنظر العام، فدبة الغاز في اليمين، وفي الخلف كرتون النفايات المرمي ينتظر الأمانات لتقدم له خدمة تنظيف مكانه، هذا غير الهجران لها، فهي ذات تكاليف قليلة ويمكن أن يضعها في حديقة لا تزدحم إلا «خميس وجمعة وسبت!»

في الأخير فقدنا السبب الثالث، فلا مدننا صارت مثل نيويورك وشيكاغو، ولا هذه «التركات» قدمت الخدمة كما نريد.

ولأننا يجب أن نطرح الحلول مع المشكلة حتى لا نوصم بالسلبية، فدعونا نقول الحلول كالآتي:

الأول منعها، فالمنع أسهل حل بيروقراطي لا عواقب له، فتختفي هذه العربات «كم سنة» حتى تأتي مطالبات أخرى فترجع وتسيء للمنظر العام ثم تمنع ثم تعود.

الحل الآخر أن تسيطر عليها شركة كبرى ذات نفوذ عال وشروط ومواصفات جيدة، وتتحول البلدة لمطعم متنقل!

أما الحل الأخير فإننا نقترح أن يترك الأمر على ما هو عليه حتى يصيح الناس من المشكلة، فحلول المشاكل لا تتم إلا عندما يرتفع العويل وتتعقد المشكلة وتصبح حلول المشاكل أصعب من المشكلة نفسها!

وأخيرا: لن أقترح وضع تشريعات وتنظيمات وتأهيل من يتابعها، لأن هذا يجلب الصداع للمسؤول، ونحن نتمنى له أن يصدّع رأسه فيدعو على صاحب هذا المقال!

Halemalbaarrak@