محمد العتيبي

أحببت تغيير لون العدسات!

الاثنين - 02 يوليو 2018

Mon - 02 Jul 2018

أجزم بأن عنوان المقال غريب نوعا ما ومثير للتساؤل، لكنه مع الأسف حقيقة، فمع وجود برامج التواصل الاجتماعية وانتشارها وتفاعل الناس معها، خاصة سناب شات، كسرت بعض الحواجز، وتم التعدي على خطوط حمراء كنا نعتبرها ولا نزال خصوصيات لا يمكن تجاوزها في مجتمعنا الإسلامي الإنساني الراقي.

حديثي هنا موجه للذين وصلوا إلى مرحلة تصوير أجزاء من أجسادهم، وبشكل يدعو للتعجب! فلم يعد يكفيهم تصوير أغراضهم وأكلهم ومشربهم وبيوتهم وغرفهم الشخصية. فتارة تظهر إحداهن لمتابعيها شعرها أو أصابع رجلها، وتارة تصور عينيها من خلف النقاب معلقة بسذاجة «حبيت أغير لون العدسات» لتستمتع بالردود! وتارة أخرى تمسك بعض الأشياء وتصورها لتلفت النظر ليديها وكأنها تقول «وش رايكم في المناكير؟»!

أعتقد أن من أهم الأسباب التي تؤدي لمثل هذه السلوكيات ضعف ثقة الفتاة بنفسها وإحساسها بنقص في داخلها يجعلها تلجأ لتلك التصرفات لشد الانتباه، وفي بعض الحالات يعتبر نوعا من أنواع الاضطرابات في الشخصية كما يقسمها علماء النفس، والذين يؤكدون أن المصابين بهذا المرض عادة يجدون صعوبة في إدراك العالم الذي يعيشون فيه والتعامل مع من يحيط بهم حتى وإن كانوا يرون أنفسهم أناسا طبيعيين أو على حق في تصرفاتهم.

ولا ننسى أن المنشأ الرئيس لتلك الممارسات هو ضعف الشعور بالمسؤولية، والذي بدوره يمنع الفرد ويعوقه عن تقديم كل ما هو إيجابي من أخلاق وقيم وأفكار راقية تخدم الدين والمجتمع، وقد تحدثت عن ذلك في مقال سابق بعنوان «الشعور بالمسؤولية أهميته ونتائجه»، سواء للرجال أو النساء التابعين أو المتبوعين.

نصيحتي لكل فتاة: كوني واضحة وحددي هدفك وارفعي سقف اهتماماتك وطموحاتك، فإما أن تظهري نفسك بالكامل بصورتك الحقيقية وتتكلمي باحتشام وحياء وأدب واحترام من خلال هذه المنصات والقنوات التفاعلية أو أن تحتجبي وتبتعدي عن كل ما يريبك ويشكك فيك.

الأكثر قراءة

مصعب فالح الحربي

خالد في رحاب بارئه