عبدالمطلوب مبارك البدراني

إلى أين تريد أن تصل في حياتك؟

الاثنين - 02 يوليو 2018

Mon - 02 Jul 2018

هذا السؤال أطرحه على من يعمل في وقته كله دقه وجله دون انقطاع في اللهث وراء الدنيا الفانية وخلف جمع الأموال، ويظن بذلك أنه سوف يصل إلى السعادة، بينما بإمكانه أن يصل للسعادة دون ذلك الجهد والشقاء طوال العمر، وذلك بتقوى الله والتعلق به.

وماذا يفعل بالمال حتى وإن جمع كمال قارون بعد أن تخور قواه وينقضي ربيع عمره ويضعف سمعه وبصره وتنهكه الأمراض! لا يسعد من يستنزف كل طاقته العقلية والجسدية ويهمل عائلته وأبناءه وحتى صحته، بل يهمل الأعظم من ذلك كله وهي عبادته وأمر آخرته وهي الحياة الباقية التي يجب أن يعمل الإنسان المسلم لها قبل كل شيء.

يجب علينا أن نعمل ولكن أن نوازن عملنا في حياتنا ونعمل ما يفيدنا ويسعدنا ويمتعنا في دنيانا الزائلة وينفعنا في آخرتنا الباقية، قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم «من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها».

نحمد الله أن هذه النعم موجودة لدى كثير من البشر الآن بفضل الله وكرمه. نعم كثيرة يجب أن يشكر الإنسان المسلم الله عليها؛ أمن وأمان وكل وسائل الراحة مهيأة للناس، ولكن الطمع يخرب ما جمع كما يقال.

السعادة يا سادة في التعلق بالله جل وعلا، والعقد معه في كل الأمور الظاهرة والباطنة والالتزام بما ورد في كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وسنة خير البشر سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وما عدا ذلك من الركض وراء دنيا فانية لن يسعد أحدا. جعلني الله وإياكم من السعداء في الدارين. والله من وراء القصد.