عبدالله المزهر

أمنيات حسن يقتلها برد الكهوف!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاحد - 01 يوليو 2018

Sun - 01 Jul 2018

يقول حسن نصر الله مخاطبا مقاتلي العصابة الحوثية: يا ليتني كنت معكم مقاتلا من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز والشجاع. وهو بالطبع يشير إلى «عبدالملك الحوثي» بقوله: العزيز والشجاع.

ومن حق أي كائن حي أن يتمنى ما يريد، حتى البهائم والدواب لا يوجد ما يمنعها من الحديث عن الأمنيات، ولكن الفكرة في أن بعض الأمنيات فيها مغالطات منطقية تجعل من صاحبها يبدو مجرد كذاب أحمق.

من مغالطات المنطق في هذه الأمنية للسيئ حسن أن القائد الشجاع الذي يتحدث عنه لم يظهر في أي شارع أو مكان يمني مكشوف منذ بداية الحرب. ربما كان مفهوم الشجاعة مختلفا وقد تكون هذه شجاعة يحسد عليها، وأن مخالطة الناس والنزول إلى جبهات القتال دليل ضعف وتهور وليسا دليل شجاعة كما قد تتوهمون.

وقد يكون من الشجاعة أن يجند الأطفال والنساء ويرمي بهم في محرقة الحرب ويكتفي هو بالثرثرة عبر شاشة التلفزيون من مكان مجهول، يحدث الناس عن انتصاراته وعن عدوه الذي يقتل النساء والأطفال. ولا أجد مشكلة في الاعتذار للمنطق إذا كانت هذه تصرفات تدل على الشجاعة وكانت المشكلة في أني لم أحدث معلوماتي عن مواصفات «القادة الشجعان».

الأمر الآخر أن الحوثيين ومن استحوث معهم يرددون أن غاية وجودهم هي محاربة إسرائيل، ولذلك يبدو غير مفهوم ـ بالنسبة لي على الأقل ـ كيف يتمنى حسن أن يترك جوار العدو المشترك ويذهب ليقاتل في الحديدة البعيدة عن عدو الحوثيين وعدوه المعلن.

إن لم يكن يعني في أمنياته الوجود الجسدي وكان مقصده أن يكون معهم بقلبه وتعاطفه فقط، فإنه هنا يغالط المنطق الذي يقول بأنه هو وفتى الكهوف يعملان لدى رئيس واحد، وأن تعاطفهما مع بعضهما البعض من متطلبات وظيفتيهما، ولا يحتاج خطابا متلفزا اللهم إلا إن كانت وسيلة التواصل الوحيدة بينهما هي عبر الخطب التلفزيونية. وهذا قد يشير إلى خلل في طرق التواصل لدى المشغل الرئيسي للفرعين، يفترض أن يكون التواصل بين الفروع أكثر سلاسة وانسيابية. ربما كان مصدر الخلل أن الشركة الأم مشغولة هذه الأيام ببعض المشاكل في المقر الرئيسي، والتي قد تتسبب نتائجها في إغلاق بقية الفروع المنتشرة هنا وهناك. وحينها سيكون من المؤكد أن عبدالملك وصاحبه حسن لن يجدا منصبا شاغرا في الهيكل التنظيمي الجديد.

وعلى أي حال..

أضم أمنياتي لأمنيات حسن، وأقول: ليتك بالفعل هناك في الجبهة وليت صديقك العزيز القائد الشجاع هناك أيضا، لكن أمنياتي وأمنياتكم ستصدم بحقيقة أنكما كائنان يقتلهما النور، ولن تخرجا من كهفيكما ولن تلمس أقدامكما الجبهات التي تتحدثون عنها.

@agrni