علي الغامدي

لماذا العمل التطوعي؟

الخميس - 28 يونيو 2018

Thu - 28 Jun 2018

إذا كنت تعتقد أن الذي يحصل على المساعدات أو الهدايا يشعر بسعادة أكثر من الذي يقدمها له فأنت مخطئ. فللعطاء تأثير عميق جدا يستمر لفترة طويلة يفوق الفرحة المؤقتة التي يشعر بها من يحصل على هذه الهدايا. ليس هناك شاهد لملاحظة ذلك أمام عينيك مباشرة خير من البهجة التي ترتسم على ملامح من يقدم تلك المساعدات عندما يرى ردة فعل من يتلقاها فرحا بها. ومن أفضل وسائل العطاء المستمر في الحياة هي الأعمال التطوعية.

وقد ثبت في دراسة حديثة بجامعة إكستر البريطانية قامت بتحليل أكثر من 20 دراسة سابقة عملت على رصد وملاحظة تأثير القيام بالأعمال التطوعية على أصحابها، أن للعمل التطوعي تأثيرا عميقا جدا على مستوى الصحة النفسية والجسدية على المديين القريب والبعيد، حيث إنه يزيد من الشعور بالرضا ويخفف أعراض الاكتئاب والتوتر، ويحسن مستوى الجهاز المناعي في الجسم حتى يصبح أقل عرضة للأمراض، وهذه العوامل مجتمعة تؤدي بدورها إلى تحسين جودة الحياة وإطالة العمر.

وقد لاحظت خلال مرحلة ابتعاثي اهتمام كثير من المواطنين في أستراليا وبريطانيا بالأعمال التطوعية لدرجة أنها أصبحت ثقافة متأصلة لدى الجميع، خاصة لدى طلاب المرحة الجامعية وما بعد سن التقاعد، مثل تنظيم السير عند مدارس الأطفال والمساهمة في تنظيف الحدائق أو جمع التبرعات للمرضى ومراكز الأبحاث.

أدركت فيما بعد أنهم يقومون بذلك للتعزيز من صحتهم والتخفيف من ضغوطات الحياة، بل إن كثيرا من العيادات النفسية تستخدمها كوصفة لتخفيف حدة العديد من الأمراض والاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب. ففي إحدى الإحصاءات وجد أن 41% من الشعب الأمريكي يقدمون 100 ساعة تطوع سنويا على الأقل أي بمعدل نحو ساعتين أسبوعيا. شعر 68% منهم بتحسن في صحتهم الجسدية و89% قالوا إنهم يفعلون ذلك لأنهم يشعرون بسعادة كبيرة، و73% قالوا إنهم لاحظوا انخفاضا كبيرا في مستوى التوتر الذي يعانون منه. ناهيك عن الفوائد الأخرى مثل بناء روابط اجتماعية واكتساب خبرات عملية جديدة.

ويعد تشجيع العمل التطوعي أحد أهم برامج رؤية 2030 لرفع عدد المتطوعين من 11 ألف شخص فقط إلى مليون متطوع ومتطوعة يعملون في شتى المجالات. بدأت بوادر هذه البرامج تظهر على مجتمعنا اليوم بوجود كثير من المؤسسات التطوعية، ولخوض التجربة ما عليك إلا الانضمام لأحد هذه الفرق حسب اهتماماتك، فهناك كثير من الشباب القائمين بأعمال تطوعية تعليمية مثل الترجمة وتعليم اللغات والتوعية الصحية، وفي مجال المال والأعمال والتشجير والنظافة، وحتما ستشعر بأثرها على صحتك قريبا.

1 إذا كنت تعتقد أن الذي يحصل على المساعدات أو الهدايا يشعر بسعادة أكثر من الذي يقدمها له فأنت مخطئ.

2 أهم الآثار الإيجابية للتطوع على صحتنا.

3 نظرة المجتمعات المتقدمة للعمل التطوعي.

4 العمل التطوعي لعلاج المشاكل النفسية

AliGhamdi2@