سحر أبوشاهين

للسعوديات.. من روسيا والهند مع التحية

الخميس - 28 يونيو 2018

Thu - 28 Jun 2018

في اليوم الثاني والثالث لدخول السماح بقيادة السعوديات السيارة حيز التنفيذ، تلقيت وأنا في موسكو تهنئة حارة من شخصين من جنسيتين مختلفتين فور معرفتهما أني سعودية، الأولى من سيدة روسية تبيع التذاكر في متحف التاريخ الروسي، ورغم عدم إجادتها اللغة الإنجليزية إلا أنها أوصلت لي تهنئتها - التي استشعرت صدقها - بابتسامة وإشارة بيديها كمن يقود سيارة، أما سبب استشعاري صدقها، فلأن عدم الابتسام أو مجاملة الغرباء جزء من طبيعة وثقافة الشعب الروسي، لذا فعندما يبتسم فهو يرغب في ذلك حقا.

التهنئة الأخرى تلقيتها في اليوم التالي، كنت أمضي عصر اليوم ما قبل الأخير في موسكو المستضيفة كأس العالم للمرة الأولى، بالجلوس في الساحة الحمراء المكتظة بعشاق كرة القدم، حينها اقترب مني رجل أشيب الشعر أسمر البشرة وسألني إن كنت سعودية وحين أجبته بنعم، قال إنه سعيد بأن النساء السعوديات نلن حق قيادة السيارة، وأنه يعد ذلك ثورة ونقطة تحول. اتضح أنه صحفي هندي قدم لروسيا لتغطية العرس الكروي الكبير.

المشاعر الإنسانية الحقيقية التي لامستها بنفسي، وتداول أخبار السماح بقيادة السعوديات في الصحف والمحطات والإذاعات وحسابات مواقع التواصل العالمية، أثلجت صدري، وأشعرتني أن الصورة النمطية السلبية عن المرأة السعودية آخذة بالتغير سريعا جدا، وأن استغلال ملف حقوق المرأة السعودية للإساءة للمملكة إعلاميا فقد قيمته ولم يعد مجديا.

أما مشاعر الفرحة بالقرار وببدء تطبيقه بين السعوديات فطبيعية جدا، والرغبة بتسجيل الأسبقية في قيادة السيارة والحصول على لقب «أول من» فأيضا طبيعية، ومن لا يراها كذلك هو غالبا لا يدرك مدى أهمية الأمر بالنسبة لنا، فالأمر يتجاوز كونه انتقالا من مقعد السيارة الخلفي لمقعدها الأمامي، هو استشعار للذة نيل حق طال انتظاره، وانعكس تعطيله سلبا على المجتمع وعلى اقتصاد الوطن، وأضر بحياة الكثيرات، وبسببه رفضت المرأة فرصا وظيفية واستقالت من أخرى واستغلت من سائقين وربما حتى تضررت كرامتها وهي ترجو إيصالها لمكان ما، وسيتبع هذا الحق نيل حقوق أخرى، تجعل حياة المرأة أسهل وأكرم، والفضل في ذلك بعد الله، لقيادة بلدنا الحكيمة في ظل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.

أما من يسخرون ويستهزئون بالسائقات ويمضون وقتهم في تأليف النكات وفبركة الأخبار وتزوير الصور ومقاطع الفيديو، فلا يستحقون مجرد الالتفات لهم أو الرد عليهم، لأن عقولهم لم تر في القرار ما يستحق التعليق سوى ذلك.

ولأن سلامة السائقات وسلامة الآخرين تحتل الأولوية القصوى، آمل من نفسي ومن أخواتي ألا نتعجل القيادة قبل إجادتها والحصول على رخصة ممارستها.

الأكثر قراءة