أحمد محمد الزايدي

جامعة المؤسس رائدة التحول التربوي

الخميس - 28 يونيو 2018

Thu - 28 Jun 2018

تقود وزارة التعليم تحولا كبيرا على كافة محاور العملية التعليمية، وتستشرف المستقبل، وتدرك طبيعة التحديات التي تواجهها، وسرعة التغيير، وترسم ملامح التحول التربوي المطلوب بإعادة النظر في دور كليات التربية، وبرامج إعداد المعلم، والعمل الجاد على إعادة صياغة تربية وتكوين المعلم برؤية جديدة، ومنطلقات تنسجم مع رؤية المملكة 2030، وخطة التحول الوطني، ومستهدفات الوزارة وأهدافها الاستراتيجية.

ومنذ تولي الدكتور أحمد العيسى مهام الوزارة وهو يسعى لتطوير المعلم واعتباره أولوية وطنية قصوى قبل وأثناء الخدمة، وفي هذا السياق أتى قراره الاستراتيجي بتشكيل لجنة عليا لإعادة النظر في برامج إعداد المعلم، وتجديد دور كليات التربية بوصفها شريكا أساسيا في التحول التربوي، والذي ينطلق من المعلم وإصلاح برامج إعداده وفقا للتوجهات المستقبلية للمملكة، والاتجاهات العالمية الحديثة في تربية وتكوين المعلم.

ومن هنا جاءت موافقة الوزير على احتضان جامعة الملك عبدالعزيز لأول كلية للدراسات العليا التربوية. هذا القرار الاستراتيجي يجسد عمق الرؤية التي تتبناها وزارة التعليم والمنظور الجديد لما ينبغي أن تكون عليه كليات التربية.

لم يتخذ هذا القرار بشكل عرضي بل كان نتيجة قراءة واعية ومتأنية للدور المستقبلي لكليات التربية تنبهت له جامعة الملك عبدالعزيز وإدارتها العليا ممثلة في مدير الجامعة الأستاذ الدكتور عبدالرحمن اليوبي، كما جاء مؤكدا للمكانة العلمية المرموقة لجامعة الملك عبدالعزيز وهي الأولى عربيا، وتطلعاتها المستقبلية للتنمية البشرية الشاملة في المملكة.

واحتضان جامعة الملك عبدالعزيز للأنموذج الجديد لكليات التربية يحملها مسؤولية مضاعفة وهي تقدمه ليكون متخصصا في تقديم الدراسات العليا التربوية، إذ يجب أن يتجاوز الأدوار التقليدية المقتصرة على التعليم والتأهيل؛ ليصبح بيت خبرة يرسم ملامح مستقبل التربية والتعليم في مملكتنا، ويكون مركز تميز بحثي نشط في كافة فروع العلوم التربوية، وخزانات للتفكير وحل للمشكلات التعليمية المزمنة، ومركزا للتنمية المهنية المستدامة والتعلم المستمر، ويلحق به مدارس للتنمية المهنية لكافة المراحل التعليمية من رياض الأطفال إلى الثانوية لتوفير البيئة التعليمية المثالية التي يقضي فيها الطالب المعلم التجربة الميدانية جنبا إلى جنب مع أفضل الخبرات التعليمية من المعلمين والأكاديميين.

الأنموذج المستقبلي لكليات التربية بحاجة لتوفر مجموعة من العوامل ليكون ناجحا وقابلا للتعميم في بقية الجامعات، ويأتي على رأس عوامل النجاح إسناد قيادته إلى قيادة أكاديمية تربوية متخصصة ومؤهله في أحد فروع العلوم التربوية، وعلى وعي وإلمام بالاتجاهات الحديثة في التنمية المهنية المستدامة، وعلى تواصل مع الجمعيات العلمية التربوية المتخصصة، والتجارب العالمية الرائدة؛ لتقود هذا التغيير وتصنع الفارق، إضافة لوجود فريق عمل متناغم ومتكامل يحمل رؤية مشتركة، وقيم تنظيمية قوية تعزز الانفتاح، والتجريب، والمخاطرة، وتوجه الممارسات الأكاديمية لفريق العمل نحو تبني أفضل الممارسات العالمية.

ولا أخال مدير الجامعة بعيدا عن أهمية القيادة الأكاديمية المتخصصة التي تحقق التفرد لهذا الأنموذج في جامعة المؤسس، وهو القيادي الأكاديمي الحصيف الذي أسهم في تصدر الجامعة واحتلالها المرتبة الأولى عربيا، وتحقيقها الريادة في كافة المجالات وما يوليه من اهتمام شخصي ومتابعة حثيثة للتجارب الجديدة التي تتبناها الجامعة، الأمر الذي سيجعل الأنموذج الجديد لكليات التربية أنموذجا وطنيا يقود التحول التربوي في المملكة، كما نثمن لوزير التعليم رعايته لهذا التحول النوعي في الفكر والممارسات ذات العلاقة بتربية وتكوين المعلم في المملكة.