مرام عبدالرحمن السرحاني

‫اللياقة الرقمية ودور المجتمع التعليمي‬‬‬

الخميس - 28 يونيو 2018

Thu - 28 Jun 2018

قد يكون متداولا بشكل كبير هذه الأيام مصطلح اللياقة، حيث أصبحت هاجس الشباب والفتيات على حد سواء، وهذا أمر محمود طبعا، والمقصود بها اللياقة التي تعنى بالجسد وقوته ورشاقته، ومهارات المقاومة والحركة، والتحديات التي تواجه المتدرب حتى يصل إلى اللياقة والتمكين.

وتزامنا مع مهارات اللياقة والسرعة والقدرة العالية التي تعطي لكل عمل رونقه وجماله كان حتما علينا نشر ثقافة اللياقة الرقمية، والمهارة والإبداع في مجال التقنيات الحديثة واستخدام برامج التواصل الاجتماعية وبرامج الحاسوب كافة بحرفية ولياقة، ولا سيما أن غالبية مستخدمي هذه البرامج من طلاب المدارس وصغار السن.

وتكمن اللياقة الرقمية في جعل المستخدم ملما رشيدا يدرك عواقب الاستخدام ومحاذيره وقوانين البلاد حوله وآلية الوصول لكافة المميزات المتاحة له، حيث يتنقل بخفة ويضع ملامح أفكاره برشاقة وينشر عناوين الأفكار بكل ثقة ومسؤولية.

نعم بالتأكيد هي مسؤولية مجتمعية مشتركة بين الأهل ومجتمع المدرسة من إدارته وإشرافه والإرشاد الطلابي والمعلمين والمعلمات. ترشيد آفاق الاستخدام، ومراقبة الإنتاج وملاحقة الرديء منها مسؤولية الجميع.

كما تعلم عزيزي القارئ الكم الرهيب من مقاطع الطلاب والطالبات المنشورة لا تحمل محتوى لائقا في الأغلب، بل تعرض العديد من الأطفال للخطر والابتزاز أحيانا.

إذن ما دور المربي هنا؟ الدور بالتأكيد يكمن بنشر الثقافة التقنية في المجتمع التعليمي أولا لكي يتمكن من التقنيات التي تجعله مرشدا لها وموضحا لأهدافها ومدربا لآليات استخدامها والتبليغ عن الفاسد منها، تحقيقا لرؤية المملكة العربية السعودية المباركة التي تعنى بتحقق المواطنة الفاعلة، ومنها المواطنة الرقمية وكفاءة العمل والإنتاج.

معلمو المستقبل هم صمام أمان الأجيال وموجه أفكارها، فالعالم الرقمي اليوم تعدى كل الحدود ودخل كل البيوت وبات كل طفل يحمل جهازه الخاص وعالمه الذي لا يدرك حدوده ويعرف قيوده.