كل الممتلكات أيا كان نوعها لا بد أن تتعرض لموجات الموضة، أو التفضيلات الشعبية، أو الاتفاق الضمني بين الجماعات بخصوص النوع أو الشكل أو المقاس أو اللون، وغير ذلك، من المنزل حتى فردة الحذاء.
كان واضحا أن الموضة لم تعجز عن الهيمنة على عالم السيارات منذ بداياته، ففي كل مجتمع تلعب أنواع السيارات أدوارا مختلفة. هنا لمحة جزئية وسريعة عن عالم السيارات السعودي القديم:
1- «معرف أقرأ العداد، لكن من سرعته يلتوي الضو الأمامي ويرجع ورا» كانت هذه من المبالغات اللطيفة، التي قد تكشف إلماما عفويا بالفيزياء، بخصوص أقصى سرعة لتحفة GMC في السبعينات.
«جيمس أبوحوض، أو أبورفرف الأحمر» الذي قيل فيه الكثير من القصائد، ونالت قوة محركه وتصميمه الخارجي إعجاب الكثيرين، لولا أنه كان ينال سمعة سيئة بعض الشيء، لأنه كان أيضا محط إعجاب مهربي السجائر من الكويت في تلك الفترة، فكان يثير الريبة في نقاط التفتيش النائية، ولا يمكن إجازته إلا بعد تفكيكه إذا استلزم الأمر، ولكن هذا لم يمنع من توسع شهرته وشعبيته في تلك الفترة.
2- أما الجيمس العائلي الشهير بألوانه «الأحمر والبني والأزرق» فقد انتشر أيضا في فترة نهاية السبعينات والثمانينات إلى أن توقف إصداره بشكله القديم في عام 1991، وكان أليفا ويثير الاحترام أكثر من غيره، ولا بد أن تفسح له مجالا للعبور وتطمئن له عند نقاط التفتيش، لأن «معنا عائلة».
3- من السيارات التي لاقت رواجا كبيرا في فترة السبعينات بفضل مقاعدها الواسعة والمتصلة والتي تتيح نقل عدد كبير من الركاب، سيارة تويوتا ماريكاتو العملية الخيرة، التي خدمت أكبر عدد من الذين يحتاجون إلى توصيل سريع ولا يملكون سيارة.
4- رغم تلك البدايات في فترة السبعينات إلا أنه كان للشباب ذوقهم الخاص وميولهم الذي اتجه نحو الـ «بلوبيرد أو الداتسون» من نيسان، والتي كانت تمتلك تصميمات شبابية وقوة محرك كفيل بأن يأسر قلب شاب السبعينات. الشاب نفسه كان يحتار أحيانا بينها وبين جرأة سيارات المازدا ذات الألوان الزاهية والتصميمات الأكثر أناقة.
5- اختبر السائق السعودي أول مشاعر رفاهية الطريق نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، الحقبة التي ما توقفت عن تطوير هذه الرفاهية، حيث أصبحت هناك إمكانية لسماع حسين جاسم وهو يصدح بـ «ياناعم العود يازين الملاح»، أو علي عبدالستار بـ «ياناس أحبه» من مسجل سيارته بينما تضرب أصابعه على طارة الدريكسون الباردة من أثر أجهزة التكييف التي كانت في بداياتها آنذاك.
كان هائلا شعور تجربة هذه البيوت الصغيرة المتنقلة على عجلات، والتي استمرت في إدهاش السائقين بثلاجة التبريد الداخلية التي تفردت بأسبقية توفيرها سيارات الكراون، والهاتف الذي كان يعلن عن امتلاكه بشموخ «الأنتل» على مقدمة السيارة أو خلفيتها.
6- فتح عهد الثمانينات الأبواب لسيارات الكرسيدا بأنواعها، والتي كانت ضمن تجهيزات الحياة الزوجية الجديدة للشباب في مقتبل العمر، وكان أكثرها لفتا للأنظار نسيان كرسيدا جراند 1988، المخملية المدللة التي كانت تروج عن سائقها صفات المغامرة والمخادعة.
وكرسيدا اكسل صديقة الجميع، أما الألتيما واللوريل من نيسان فلم تكونا بأقل حظ من الكرسيدا، حيث لقيتا رواجا أيضا بشكل واسع في فترة الثمانيات والتسعينات، ولا نستطيع هنا أن نفوت ذكر سيارة ZX من نيسان التي كانت سيدة السيارات الرياضية في الثمانينات، وامتلاكها يعني شهرة إقليمية وإعجابا من الكثيرين.
7- كان لعالم سيارات النقل مجاله الواسع وعشاقه، فأول من ساهم في ظهورها بشكل مكثف شركة أرامكو، حيث كانت تستخدم أنواعا مختلفة ومنها الفورد، والمكتوب على خلفيتها One.eight، والتي كانت تعرف بين الموظفين الأجانب بهذين الرقمين اللذين تعرضا لنوع من العجن اللغوي ليظهر مسمى «الوانيت»، والذي أصبح دلالة على كل سيارات النقل، ومنها سيارة الددسن المشتق اسمها من كلمة «داتسون» من نيسان.
وكان الددسن صديق رجال البداية ودابتهم الأكثر طواعية وتفضيلا، يمشي معهم بتنقلاتهم، يحمل كلأهم وماشيتهم التي قد تنال بعض الرفاهية بحملها على المقاعد لكيلا تقضي على البرسيم الموضوع في الصندوق. من كان يشاهد مدى اندماج الددسن مع مالكيه في القرى والصحاري يعتقد أن صانعه ما هو إلا بدوي عريق خرج بفكرته وتصميمه ذات ليلة مقمرة تحت خيمته وأمام ناره المشتعلة.
8- في القصائد الشعبية نالت سيارة الكاديلاك الفارهة نصيبا وافرا من غزل الشعراء، حيث كانت نجما ساطعا لدى الطبقات المترفة في فترة الثمانينات والتسعينات، وكان لها ظهور واضح لدى السياسيين والملوك والمشاهير، أمثال الملك فيصل والملك خالد والفنان طلال مداح، حيث كانت تصمم لتكون مصفحة ضد الرصاص وذات اتساع ومقاعد إضافية للمرافقين.
9- لا يمكن التوقف عند حد بخصوص عالم السيارات وموضاتها في كل حقبة، فكلما بدأت حقبة جديدة تفرعت أنواع كثيرة من السيارات وأحزاب كثيرة من مالكيها، ولا سيما في العصر الحالي الذي لا يزال ينبئ بالكثير مع بداية حقبة جديدة تضع المرأة خلف المقود أخيرا، ويمكن تخيل الكثير مما سيحدث للموضة.
كان واضحا أن الموضة لم تعجز عن الهيمنة على عالم السيارات منذ بداياته، ففي كل مجتمع تلعب أنواع السيارات أدوارا مختلفة. هنا لمحة جزئية وسريعة عن عالم السيارات السعودي القديم:
1- «معرف أقرأ العداد، لكن من سرعته يلتوي الضو الأمامي ويرجع ورا» كانت هذه من المبالغات اللطيفة، التي قد تكشف إلماما عفويا بالفيزياء، بخصوص أقصى سرعة لتحفة GMC في السبعينات.
«جيمس أبوحوض، أو أبورفرف الأحمر» الذي قيل فيه الكثير من القصائد، ونالت قوة محركه وتصميمه الخارجي إعجاب الكثيرين، لولا أنه كان ينال سمعة سيئة بعض الشيء، لأنه كان أيضا محط إعجاب مهربي السجائر من الكويت في تلك الفترة، فكان يثير الريبة في نقاط التفتيش النائية، ولا يمكن إجازته إلا بعد تفكيكه إذا استلزم الأمر، ولكن هذا لم يمنع من توسع شهرته وشعبيته في تلك الفترة.
2- أما الجيمس العائلي الشهير بألوانه «الأحمر والبني والأزرق» فقد انتشر أيضا في فترة نهاية السبعينات والثمانينات إلى أن توقف إصداره بشكله القديم في عام 1991، وكان أليفا ويثير الاحترام أكثر من غيره، ولا بد أن تفسح له مجالا للعبور وتطمئن له عند نقاط التفتيش، لأن «معنا عائلة».
3- من السيارات التي لاقت رواجا كبيرا في فترة السبعينات بفضل مقاعدها الواسعة والمتصلة والتي تتيح نقل عدد كبير من الركاب، سيارة تويوتا ماريكاتو العملية الخيرة، التي خدمت أكبر عدد من الذين يحتاجون إلى توصيل سريع ولا يملكون سيارة.
4- رغم تلك البدايات في فترة السبعينات إلا أنه كان للشباب ذوقهم الخاص وميولهم الذي اتجه نحو الـ «بلوبيرد أو الداتسون» من نيسان، والتي كانت تمتلك تصميمات شبابية وقوة محرك كفيل بأن يأسر قلب شاب السبعينات. الشاب نفسه كان يحتار أحيانا بينها وبين جرأة سيارات المازدا ذات الألوان الزاهية والتصميمات الأكثر أناقة.
5- اختبر السائق السعودي أول مشاعر رفاهية الطريق نهاية السبعينات وبداية الثمانينات، الحقبة التي ما توقفت عن تطوير هذه الرفاهية، حيث أصبحت هناك إمكانية لسماع حسين جاسم وهو يصدح بـ «ياناعم العود يازين الملاح»، أو علي عبدالستار بـ «ياناس أحبه» من مسجل سيارته بينما تضرب أصابعه على طارة الدريكسون الباردة من أثر أجهزة التكييف التي كانت في بداياتها آنذاك.
كان هائلا شعور تجربة هذه البيوت الصغيرة المتنقلة على عجلات، والتي استمرت في إدهاش السائقين بثلاجة التبريد الداخلية التي تفردت بأسبقية توفيرها سيارات الكراون، والهاتف الذي كان يعلن عن امتلاكه بشموخ «الأنتل» على مقدمة السيارة أو خلفيتها.
6- فتح عهد الثمانينات الأبواب لسيارات الكرسيدا بأنواعها، والتي كانت ضمن تجهيزات الحياة الزوجية الجديدة للشباب في مقتبل العمر، وكان أكثرها لفتا للأنظار نسيان كرسيدا جراند 1988، المخملية المدللة التي كانت تروج عن سائقها صفات المغامرة والمخادعة.
وكرسيدا اكسل صديقة الجميع، أما الألتيما واللوريل من نيسان فلم تكونا بأقل حظ من الكرسيدا، حيث لقيتا رواجا أيضا بشكل واسع في فترة الثمانيات والتسعينات، ولا نستطيع هنا أن نفوت ذكر سيارة ZX من نيسان التي كانت سيدة السيارات الرياضية في الثمانينات، وامتلاكها يعني شهرة إقليمية وإعجابا من الكثيرين.
7- كان لعالم سيارات النقل مجاله الواسع وعشاقه، فأول من ساهم في ظهورها بشكل مكثف شركة أرامكو، حيث كانت تستخدم أنواعا مختلفة ومنها الفورد، والمكتوب على خلفيتها One.eight، والتي كانت تعرف بين الموظفين الأجانب بهذين الرقمين اللذين تعرضا لنوع من العجن اللغوي ليظهر مسمى «الوانيت»، والذي أصبح دلالة على كل سيارات النقل، ومنها سيارة الددسن المشتق اسمها من كلمة «داتسون» من نيسان.
وكان الددسن صديق رجال البداية ودابتهم الأكثر طواعية وتفضيلا، يمشي معهم بتنقلاتهم، يحمل كلأهم وماشيتهم التي قد تنال بعض الرفاهية بحملها على المقاعد لكيلا تقضي على البرسيم الموضوع في الصندوق. من كان يشاهد مدى اندماج الددسن مع مالكيه في القرى والصحاري يعتقد أن صانعه ما هو إلا بدوي عريق خرج بفكرته وتصميمه ذات ليلة مقمرة تحت خيمته وأمام ناره المشتعلة.
8- في القصائد الشعبية نالت سيارة الكاديلاك الفارهة نصيبا وافرا من غزل الشعراء، حيث كانت نجما ساطعا لدى الطبقات المترفة في فترة الثمانينات والتسعينات، وكان لها ظهور واضح لدى السياسيين والملوك والمشاهير، أمثال الملك فيصل والملك خالد والفنان طلال مداح، حيث كانت تصمم لتكون مصفحة ضد الرصاص وذات اتساع ومقاعد إضافية للمرافقين.
9- لا يمكن التوقف عند حد بخصوص عالم السيارات وموضاتها في كل حقبة، فكلما بدأت حقبة جديدة تفرعت أنواع كثيرة من السيارات وأحزاب كثيرة من مالكيها، ولا سيما في العصر الحالي الذي لا يزال ينبئ بالكثير مع بداية حقبة جديدة تضع المرأة خلف المقود أخيرا، ويمكن تخيل الكثير مما سيحدث للموضة.