ما حدث في روسيا يجب ألا يبقى في روسيا!
سنابل موقوتة
سنابل موقوتة
الثلاثاء - 26 يونيو 2018
Tue - 26 Jun 2018
ثم انتهت المشاركة السعودية في كأس العالم ولم يفاجئنا المنتخب كما كنا نتمنى، وكنا نحلم أن يمتد الظهور السعودي في المونديال إلى أكثر من ثلاث مباريات، ولكن هذا لم يحدث. وأظن ـ والله أعلم ـ أنه لم يكن أحد يتوقع أن نزيد على الثلاث مباراة رابعة. والحديث هنا عن التوقعات وليس عن الأمنيات والأحلام.
قبل سنة من الآن كان الحلم هو الوصول فقط، لم يكن أحد يفكر في أي شيء آخر، حتى (المستوى المشرف) لم يكن ضمن الطموحات حينها. وحين أوقعت قرعة التصفيات المنتخب السعودي مع المنتخبين الياباني والأسترالي بدا حتى هذا الحلم صعب المنال.
وبعد الخروج المتوقع فقد آن الأوان للأحاديث المتوقعة هي الأخرى. كل ما سيقال معروف سلفا وقيل مرارا وتكرارا. والمشكلة ليست في تكراره بالطبع، لكنها في أنه يبقى مجرد كلام يقال في كل مناسبة خروج مشابهة.
سيتحدثون عن الإعداد وعن الاحترافية وعن بنية اللاعب وعقليته، ثم يعرجون على الاستقرار الفني وبقاء المدرب، ثم يتطرقون للمدارس والحواري، ثم لا يحدث شيء، ثم يبدأ الدوري وتحتل الشاشات ذات الوجوه لتعيد ذات العبارات والكلام وافتعال الإثارة والإشادة بكل شيء كما جرت العادة. قلة قليلة من أصحاب «الرأي» قد يدلون برأي هنا أو كلمة على استحياء هناك، ولكنهم سيكونون قطرة في بحر المنتفعين الوصوليين الذين يرون في النقد ومخالفة الرأي عقبة في طريق تحقيق ما يريدون، وما يريدون غالبا لا علاقة له بالرياضة ولا بغيرها.
المشكلة الأخرى التي لا أتمنى أن تحدث هي أن تكون الحلول والأفكار متعلقة بالأشخاص، فقد يضع مسؤول اليوم حلولا حقيقية ثم يترك منصبه لأي سبب كان ليأتي آخر ويبدأ من جديد، ثم نستمر في ذات الدائرة لا نغادرها.
كانت رحلة المنتخب إلى روسيا أشبه برحلة استجمام، لكن ما حدث في روسيا يجب ألا يبقى في روسيا. والفوز على المنتخب المصري في المباراة الأخيرة يمكن تفسيره بأنه «فوز السيئ على الأسوأ»، والمنتخب المصري المتهالك إداريا وفنيا لو قابل منتخب 1998 أو 2002 أو 2006 لخسر أيضا وبنتيجة لن تمحى من ذاكرة كأس العالم. لذلك ورغم فرحة الفوز التي أسعدت الجميع فإني أتمنى ألا تكون مخدرا موضعيا يجعلنا لا نشعر بألم الحقيقة.
وعلى أي حال..
كأس العالم ليست كرة قدم فقط، ولكنها إعلام وثقافة ورياضة، ويبدو أن نتائجنا هي نفسها في كل هذه الجوانب، والنقد دواء لمن أراد الشفاء، والنقد ضوء لمن يتحسس الطريق ويرد الوصول، وليس من الحصافة أن تكرر ذات الأسباب ثم تتوقع نتائج مختلفة في كل مرة. هذا لم يحدث من قبل ولن يحدث مستقبلا.
@agrni
قبل سنة من الآن كان الحلم هو الوصول فقط، لم يكن أحد يفكر في أي شيء آخر، حتى (المستوى المشرف) لم يكن ضمن الطموحات حينها. وحين أوقعت قرعة التصفيات المنتخب السعودي مع المنتخبين الياباني والأسترالي بدا حتى هذا الحلم صعب المنال.
وبعد الخروج المتوقع فقد آن الأوان للأحاديث المتوقعة هي الأخرى. كل ما سيقال معروف سلفا وقيل مرارا وتكرارا. والمشكلة ليست في تكراره بالطبع، لكنها في أنه يبقى مجرد كلام يقال في كل مناسبة خروج مشابهة.
سيتحدثون عن الإعداد وعن الاحترافية وعن بنية اللاعب وعقليته، ثم يعرجون على الاستقرار الفني وبقاء المدرب، ثم يتطرقون للمدارس والحواري، ثم لا يحدث شيء، ثم يبدأ الدوري وتحتل الشاشات ذات الوجوه لتعيد ذات العبارات والكلام وافتعال الإثارة والإشادة بكل شيء كما جرت العادة. قلة قليلة من أصحاب «الرأي» قد يدلون برأي هنا أو كلمة على استحياء هناك، ولكنهم سيكونون قطرة في بحر المنتفعين الوصوليين الذين يرون في النقد ومخالفة الرأي عقبة في طريق تحقيق ما يريدون، وما يريدون غالبا لا علاقة له بالرياضة ولا بغيرها.
المشكلة الأخرى التي لا أتمنى أن تحدث هي أن تكون الحلول والأفكار متعلقة بالأشخاص، فقد يضع مسؤول اليوم حلولا حقيقية ثم يترك منصبه لأي سبب كان ليأتي آخر ويبدأ من جديد، ثم نستمر في ذات الدائرة لا نغادرها.
كانت رحلة المنتخب إلى روسيا أشبه برحلة استجمام، لكن ما حدث في روسيا يجب ألا يبقى في روسيا. والفوز على المنتخب المصري في المباراة الأخيرة يمكن تفسيره بأنه «فوز السيئ على الأسوأ»، والمنتخب المصري المتهالك إداريا وفنيا لو قابل منتخب 1998 أو 2002 أو 2006 لخسر أيضا وبنتيجة لن تمحى من ذاكرة كأس العالم. لذلك ورغم فرحة الفوز التي أسعدت الجميع فإني أتمنى ألا تكون مخدرا موضعيا يجعلنا لا نشعر بألم الحقيقة.
وعلى أي حال..
كأس العالم ليست كرة قدم فقط، ولكنها إعلام وثقافة ورياضة، ويبدو أن نتائجنا هي نفسها في كل هذه الجوانب، والنقد دواء لمن أراد الشفاء، والنقد ضوء لمن يتحسس الطريق ويرد الوصول، وليس من الحصافة أن تكرر ذات الأسباب ثم تتوقع نتائج مختلفة في كل مرة. هذا لم يحدث من قبل ولن يحدث مستقبلا.
@agrni