حرية الصداقة والتواصل الثقافي

لم يعد العالم متباعد الأقطار ولا القارات التي تفصل بينها الحدود، بل أصبح متقاربا قرية واحدة لا يخفى على من يقطنه شيء، فقد ارتبط عبر وسائل التواصل المسموعة والمرئية والمقروءة، وأصبح للرأي وإبدائه حرية مطلقة يبديها البشر بكل

لم يعد العالم متباعد الأقطار ولا القارات التي تفصل بينها الحدود، بل أصبح متقاربا قرية واحدة لا يخفى على من يقطنه شيء، فقد ارتبط عبر وسائل التواصل المسموعة والمرئية والمقروءة، وأصبح للرأي وإبدائه حرية مطلقة يبديها البشر بكل

الخميس - 05 نوفمبر 2015

Thu - 05 Nov 2015



لم يعد العالم متباعد الأقطار ولا القارات التي تفصل بينها الحدود، بل أصبح متقاربا قرية واحدة لا يخفى على من يقطنه شيء، فقد ارتبط عبر وسائل التواصل المسموعة والمرئية والمقروءة، وأصبح للرأي وإبدائه حرية مطلقة يبديها البشر بكل أريحية دون قيود أو شروط عندما أصبح من السهل عبور رسالة أو صورة تعبيرية القارات والمحيطات، بلمسة زر واحدة، ويتناقل الشعوب فيها الثقافات في حرية تواصل كانت في الماضي مغلقة الأبواب وأصبحت في الحاضر أبوابا مشرعة على مصراعيها تهب منها ريح الثقافات بما تشاء ووقت ما تشاء دون حدود سياسية بين البشر.

فالصداقة والثقافة بنيتا بالتواصل بين سكان العالم من جميع الاتجاهات الأربعة حتى أصبحت ذات قيمة إنسانية وأخلاقية عظيمة سامية المعاني والجمال كبيرة الشأن، لأن الإنسان خلقه الله كائنا اجتماعيا لا يقدر العيش بمفرده بل يتفاعل مع من حوله إيجابيا ليشكل المجتمع المتكامل، ولتعطيه الصداقة الدفء والشعور بالمحبة والراحة في حياته، فالصداقة والتواصل الثقافي من جواهر الحياة التي خلقها الله على وجه الأرض، فبهما تسمو الحياة وترتقي لأنهما يخدمان الروح والجسد والعقل، ولا يمكن أن تنهار مهما كانت الظروف المحيطة بها.

فلا داعي للقلق منهما لأن التواصل الحواري يلعب دورا محوريا في التقريب بين الشعوب والثقافات بصورة عامة، وتوثيق العلاقات بين العالمين العربي والغربي بصورة خاصة، فالثقافة لا تعد ترفا بل ضرورة حياتية ومعرفية، كما أنها متطلب أساسي للتعريف بالآخر لأنها تعبر عن جماليات الحياة وتنوعها من دون التقليل من كينونة الآخر.

فلنكن على يقين بأن الحوار الثقافي والتنمية سبيل رئيسي لتحقيق الازدهار والتفاهم المشترك بين الشعوب لأنها تتقاسم الإنسانية المشتركة التي تجمع بين الثقافة والفنون وكيفية إسهامهما في بناء جسور اللقاء الحضاري والإنساني.