العلم وخوارق الأحلام

الجمعة - 08 يونيو 2018

Fri - 08 Jun 2018

هذا العنوان الذي عنونت به هذا المقال كان قد مر علي أثناء قراءتي لأحد الكتب، ففي ثنايا القراءة وجدتني أضع خطا دون شعور مني على هذه الكلمات الثلاث، فتبادر إلى ذهني أن أجعلها عنوانا لمقالي، وهذا ما تم فعلا. كان الكتاب يتكلم عن الأحلام بين العلم والعقيدة، وهو للوردي العالم الاجتماعي العراقي المعروف، وقبل أن أخوض في لجة هذا الكتاب، أود أن أبين أن الكاتب علماني الاتجاه، وهذا بالفعل سوف يؤثر على تفسيره لبعض الأمور والأحداث في نظرته إلى الرؤى والمنامات، ولكنك واجد في طريقة تناوله للأحلام ما يستحق التوقف والنظر عنده، فهو يستعرض نظريات غربية في الأحلام، والتي ربما تدرج في خانة حديث النفس.

أما بالنسبة للرؤيا فإن إيماني بها مفروغ منه، والتي جاء في الحديث أنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة ولكن الذي لا أؤمن به هو في تشكيكه فيها.

وهنا أناقش جزئية الأحلام وحديث النفس، والتي لا شك أنها تؤثر في الأحلام، فأنت إذا أردت شيئا وصعب عليك، فرغبتك الملحة تجعل التفكير فيه هو ديدنك طوال يومك، وبالبتالي يتأثر عقلك الباطن به، والعقل الباطن كما قال علماء النفس هو الذي يوجه معظم سلوكياتنا واتخاذنا لقراراتنا، بل حتى في التصرفات اليومية فإنه يؤثر على ردود أفعالنا، فنحلم بما نريد، أو بما نخاف منه، حيث يقول: إن الأحلام تكون حتى في الواقع كما تسمى أحلام اليقظة. واستعرض في كتابه شخصيات تخيلت نفسها من المشاهير، وتصرف هؤلاء الأشخاص في حياتهم بناء على ذلك، حتى إن بعضهم قد أصبح في موضع سخرية من الناس، وتكلم أيضا عن بعض النظريات التي ترى أن للزمن بعدا رابعا، غير الأبعاد الثلاثة المتعارف عليها وهي الطول والعرض والارتفاع، وأن هذا البعد هو الذي تخترقه القوى الخفية في المنام، وأنه موجود ولكن سوف يكتشف في المستقبل. إلى آخر هذه الشذرات من النظريات.

هذه بعض الخواطر التي أردت تدوينها حول هذا الكتاب ومنه، فالحديث عن الأحلام شيق ومفيد، ولكن يجب أن نضع في اعتبارنا أن المنامات لا تقام عليها قراراتنا في حياتنا، بل يجب أن ندرس واقعنا ونتعامل معه وفقا لتجاربنا. نعم الرؤى من المبشرات التي نستأنس بها، ولكن بعيدا عن الدروشة.