إنصاف «الوحدة»

الجمعة - 08 يونيو 2018

Fri - 08 Jun 2018

عندما أعود بالذكريات وتاريخ نادي مكة العريق ومنبع النجوم بالوطن، نادي الوحدة، أتذكر المقر القديم بحي جرول عندما مثلت الفريق في كرة السلة على الملعب الإسفلتي في المرحتينة المتوسطة والثانوية، وأتذكر رجال الوحدة (ومنهم الوالد رحمه الله) يجتمعون في جلسة بسيطة في ذلك المقر (بدكة أو مجلس أرضي)، لإصدار أهم قرارات هذا النادي، ليحصل الفريق على كأس الملك في 1386 من ذلك المقر البسيط.

ثم أعود بالذاكرة إلى ذهاب الأستاذ عبدالله عريف ووالدي إلى الرياض ولقاء الملك فيصل الذي أهدى أرضا للنادي لتكون مقرا له، وهو الموقع الحالي بحي العمرة.

أعود كذلك إلى زيارة الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) للنادي وإلقائه كلمة قال فيها بأن نادي الوحدة عزيز على قلب كل رياضي بالمملكة. وأعود إلى محاولات الأمير عبدالمجيد رحمه الله لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في النادي، ولكن توفي قبل أن يحقق ما يتمناه.

رأيت مشجعين للنادي من ماليزيا وأفريقيا لأنه يقع في أقدس الأماكن على قلوبهم (من لا يحب الأحمر) وحب هذا النادي يسكن قلوب المسؤولين قبل المشجعين.

أعود بالذاكرة لفترة لا أعرف لماذا تعرض فيها هذا الفريق للإهمال، وأحيانا لظلم في قرارات وأحكام، مما أثر على نفسيات لاعبيه ومشجعيه، حتى أصبح تشجيع الوحدة من المضحك والمعيب لدى البعض، مما جعل كثيرين ينتقلون لتشجيع أندية أخر والبعد عن الحبيب الأول، وأصبحنا نقول لك الله يا نادي الوحدة.

وأتى اليوم الذي نشاهد ونرى فيه من سكنت مكة وحب الوحدة قلبه، ويقدر قيمة وتاريخ هذا الكيان، ويعرف ماذا يعني نادي الوحدة لرياضة الوطن. شخصية تكفلت برعاية هذا الكيان ليعود لمكانه الطبيعي، شخصية أفرحت جمهور الصبر الخمسيني (منذ آخر بطولة) ليقول: افتخر بناديك وارفع رأسك وقل «أنا وحداوي».

جاء المستشار تركي آل الشيخ لينصف المظلوم، ومعه أفكار وأفعال وليست الكلمات فقط، ليدعم النادي وينقذه من الهبوط ويحضر أفضل المدربين واللاعبين المحليين والأجانب، ويجعله ملعب الفرح والقادم.

الحمد لله هناك أحداث سريعة للوحدة لا تكاد تصدق من رجل مخلص محب لهذا التاريخ، وبإذن الله نرى الفريق يعود ويكون الحصان الأسود (كما ذكر) في بطولات المملكة تحت قيادته.

والآن دور أهل مكة في الالتفاف حوله وتكريم شخصه الكريم في أقرب مناسبة، لأن ما يقوم به لإنصاف النادي شيء ثمين يستحق التقدير والاحترام.

الأكثر قراءة