استعادة الحديدة تكتب نهاية الحوثي

الخميس - 07 يونيو 2018

Thu - 07 Jun 2018

كشفت قيادة التحالف العربي والقوات الموالية للشرعية في اليمن عن أعداد كبيرة من الصواريخ الباليستية والصواريخ المضادة للسفن التي تركتها ميليشيات الحوثيين الانقلابية قبيل فرارها من مديرية الدريهمي المتاخمة لمدينة الحديدة ومينائها الاستراتيجي، إضافة إلى أسلحة وصواريخ أخرى كان الانقلابيون يخططون لاستخدامها في الاعتداء على السفن، وتهديد حركة الملاحة الدولية. وأكدت الشرعية أن التأخر في تحرير مديرية الدريهمي كان سيعرض السفن الدولية إلى مخاطر عديدة لا يعلم مداها إلا الله.

هذا الكشف يلقم حجرا للأصوات المشروخة التي انطلقت، محاولة التأثير على تحركات قوات الجيش الوطني لاستعادة الميناء، بذرائع واهية وادعاء أن ذلك سيعرض ملايين المدنيين لخطر المجاعة، إذا تأثرت حركة الميناء بالعمليات العسكرية، وهذه دعاوى باطلة يفندها الوضع الإنساني المتردي في المناطق التي ما زالت بأيدي الانقلابيين، لأن الميليشيات المتمردة لا تلقي بالا في الأساس لمصير المدنيين، ولا تكترث للمعاناة التي يواجهونها، والدليل هو ما أثبتته قيادة التحالف العربي بأن الحوثيين يحتجزون عشرات السفن المحملة بالمواد الغذائية والمشتقات النفطية في الميناء، ويرفضون دخولها، تمهيدا لمصادرتها وتحويلها لمنفعتهم الشخصية.

ولم تقتصر تلك الممارسات الفاسدة على المساعدات الإنسانية التي حاولت المنظمات الدولية والدول المانحة إرسالها عبر ميناء الحديدة، بل إن القوافل التي أرسلت لمساعدة المدنيين في مدينة تعز التي تتعرض لأسوأ أنواع الحصار، لم يكن مصيرها مختلفا، فقد ظلت واقفة لفترات طويلة على أسوار المدينة، دون أن يسمح لها الانقلابيون بالدخول، وأقدموا لاحقا على مصادرتها لمنفعتهم الشخصية، حيث وزعوها على منسوبيهم، وما زاد عن حاجتهم حولوه للبيع في السوق السوداء بأسعار فلكية، بل إن الميليشيات عندما فشلت في الاستفادة من كميات كبيرة من أنابيب الأوكسجين التي تستخدم في المستشفيات، وأيقنوا أن مدة صلاحيتها سوف تنتهي قبل يتمكنوا من إيصالها للمدن التي تحت سيطرتهم لم يتورعوا عن إفراغها في الهواء، في الوقت الذي كانت فيه مستشفيات تعز أحوج ما تكون إليها.

ويعلم الجميع أن الجماعة الإرهابية حولت ميناء الحديدة إلى منفذ رئيسي تتلقى عبره الأسلحة التي تهربها لها إيران، وخصصته لهذا الهدف دون سواه، ولكن للأسف فإن هناك بعض المنظمات الدولية التي تتخفى وراء ستار الأعمال الإنسانية، وباتت تخصص جل جهدها لمساعدة الانقلابيين، تنفيذا لأجندة هي أبعد ما تكون عن العمل الإنساني، ولا تهتم إلا بإطالة أمد الأزمة الإنسانية وإبقاء الوضع على ما هو عليه.

وقد سعت تلك الجهات إلى إبرام «هدنة إنسانية» خلال رمضان المبارك، للسماح بدخول المساعدات للمدنيين، وهي خدعة اعتادت اللجوء إليها كلما تزايدت ضغوط القوات الموالية للشرعية على المتمردين، لتمكين الحوثي من إعادة ترتيب صفوفه، والتقاط أنفاسه، واستلام أسلحة جديدة من سادته في طهران، وعندما رفضت قوات التحالف بكل حزم تلك الدعاوى، لم تجد المنظمات المنحازة من حيلة سوى محاولة تعطيل استعادة ميناء الحديدة، لأن ذلك يعني خنق المتمردين، والسيطرة على المنفذ الرئيسي لتسليحهم.

التصميم الذي تبدو عليه القوات الموالية للشرعية بمواصلة معركة استعادة الساحل الغربي ومن ضمنه مديرية الحديدة، وتكثيف الجهود العسكرية في بقية المناطق، مثل صعدة وتعز والبيضاء ومأرب، سيؤديان لا محالة إلى تسريع معركة القضاء المبرم على الحوثيين في صنعاء، وإراحة الشعب اليمني الشقيق من ذلك الكابوس الذي جثم على صدره لسنوات طويلة، وإنهاء المخطط الإيراني، وإعادة اليمن إلى حضنه العربي، كما كان دوما مهدا للعروبة.