عبدالله محمد الشهراني

التشغيل التجريبي أو التهور

الأربعاء - 06 يونيو 2018

Wed - 06 Jun 2018

وأخيرا تم تشغيل مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد (الحمد لله)، تأخر كثيرا، هذا صحيح، وصاحب هذا التأخر حالة استياء من جميع أفراد وطبقات المجتمع السعودي. لقد رأى الجميع المطار من نافذة الطائرة عدة مرات إقلاعا وهبوطا وهو جاهز من الخارج دون أن يعلموا بما يجري في الداخل. مطار جدة ليس كأي مطار في المملكة، فهو ذو ارتباط بكل مواطن وعلاقة مع أغلب مسلمي العالم، إذ يعتبر من أهم المنشآت في المملكة.

نجاح المطار أمر في غاية الأهمية، وأرى أنها مسؤولية تقع على كل مواطن وليس فقط على هيئة الطيران المدني أو شركة بن لادن أو الخطوط السعودية. إن نجاح المطار يعني تجربة ممتعة لي ولك، يعني قصة ورحلة ستظل عالقة في ذاكرة الحاج والمعتمر، ويعني كذلك صورة مشرفة وانطباعا أوليا إيجابيا عن البلد والمجتمع.

إن من أهم الوسائل التي تضمن نجاح أي صرح جديد التشغيل التجريبي، ولا أقصد بالتشغيل التجريبي إحضار متطوعين وحقائب وأوزان وهمية وتجارب ومحاكاة للواقع، بل تشغيل حقيقي «طائرات ورحلات ومسافرين»، فهنا تظهر الأخطاء والملاحظات، وتتوالد الأفكار في استحداث إجراء معين أو إلغاء آخر لا داعي له. إن التشغيل التجريبي لمطار جديد بحجم مطار الملك عبدالعزيز أمر ليس بالسهل، فالمواقع والنقاط المفترض تجربتها والتأكد منها كثيرة جدا «مواقف الطائرات، بوابات التصعيد، الكاونترات، الاتصالات الأرضية واللا سلكية، سيور الحقائب، مواقف السيارات، نقاط التفتيش.. إلخ».

المهتمون بالطيران يتذكرون جيدا تجربة مطار لندن «صالة 5» عام 2008، وكيف كان التشغيل الجزئي للصالة كارثة تسببت في إلغاء 34 رحلة، وموظفون تاهوا بين مواقف السيارات ومنطقة عملهم، ورحلات أقلعت بدون حقائب وأخرى متأخرة، ومسافرون اضطروا للانتظار أكثر من ساعتين لتسلم حقائبهم، وآخرون ظلوا ساعات واقفين أمام الكاونترات بسبب تعطل الاتصالات الداخلية.

لقد علت أصوات مؤخرا (بعيدة كل البعد عن الطيران) تدعو إلى تشغيل مطار جدة بالكامل، وترى عدم ضرورة التشغيل التجريبي، هذه الأصوات سوف تمارس مزيدا من الضغط على أصحاب القرار في هيئة الطيران المدني بطريقة مباشرة وغير مباشرة، والمفترض عدم الإصغاء إليها.

إن إلغاء مرحلة التشغيل التجريبي والانتقال مباشرة إلى التشغيل الكامل أو حتى الجزئي يعدان «تهورا إداريا»، ولو حدث هذا الانتقال «نهاية رمضان وبداية العيد»، فلن يكون تهورا فحسب، بل كارثة لا سمح الله، وحينها يكون المطار «الحلم» هو المتضرر الأول، وسوف تصبح عمليات التصحيح للأخطاء والملاحظات في غاية الصعوبة وسط التشغيل العالي، ويصبح التراجع عن القرار أمرا مستحيلا.

لقد مضى الكثير (8 سنوات) وبقي القليل (10 أشهر).

مراحل التشغيل التجريبي لمطار جدة:

المرحلة الأولى

مايو 2018

الرحلات المغادرة والقادمة من مدينة القريات

المرحلة الثانية

يونيو-سبتمبر 2018

إضافة بعض الرحلات الداخلية

المرحلة الثالثة

نوفمبر-ديسمبر 2018

جميع الرحلات الداخلية وبعض. الرحلات الدولية

المرحلة الرابعة

يناير -مارس 2019

التشغيل الكامل للمطار

ALSHAHRANI_1400@