منتخبنا والأدب الأرجنتيني

الاثنين - 04 يونيو 2018

Mon - 04 Jun 2018

بعد خسارة منتخبنا الوطني في مباراته أمام منتخب بيرو الأحد بثلاثة أهداف للأخير وصفر لمنتخبنا العزيز، تذكرت نكات العراقيين أثناء خسارتنا في ماض قديم أثناء كأس العالم 2002 أمام المنتخب الألماني، حينما تلقت شباكنا ثمانية أهداف قوية.

العراقيون يعشقون كرة القدم ونكاتهم كانت دليلا على بعض الغيرة، وربما الحسرة لكون المنتخب السعودي قد وصل إلى كأس العالم لأكثر من مرة، فيما تأهل المنتخب العراقي مرة يتيمة.

الخسارة التي تلقاها المنتخب السعودي مؤخرا دفعتني لكي أقرأ كتابا عبارة عن مختارات من أدب كرة القدم الأرجنتيني، الترجمة بائسة جدا تماما مثل نكات العراقيين عن الأهداف الثمانية التي استقرت في شباك منتخبنا من منتخب قوي كمنتخب ألمانيا.

سعدت بالكتاب وبقراءة القصص المتعلقة بعالم كرة القدم، وهي تدور كلها في الأرجنتين ديار اللاعب الشهير دييجو مارادونا، الرياضة في الأرجنتين دفعت الكتاب والروائيين لكي يتناولوا شغف الشعب برياضية كرة القدم، لكي يؤلفوا قصصا مسلية ومثيرة إلى حد ما، الغريب أن العالم العربي هو أيضا شغوف بكرة القدم، لكنه لا يعطيها حقها الطبيعي في الكتابة الأدبية عنها وعن عوالمها، حتى السينما ضعيفة جدا في تناولها لهذا العالم، إلا في مشاهد بسيطة ومعدودة يظهر فيها والد البطل أو البطل نفسه وأصدقاؤه في المسلسل أو الفيلم، وهو يلبس قميص النادي الذي يشجعه، أو وهو في الملعب جالسا على مقعده ويشجع فريقه، وهي مشاهد لا تبقى في الذاكرة، والأدب العربي لم يتحدث ولو لمرة واحدة عن قصص تدور في كواليس عوالم كرة القدم، رغم أن هناك كثيرين مدمنين على هذه الرياضة الشعبية.

العالم يعرف أن الأرجنتين تتنفس كرة القدم، آخر الإحصاءات تقول إن هناك أكثر من نصف مليون لاعب مسجل بالاتحاد المحلي للعبة بصورة رسمية، فلهذا يقول مترجم كتاب «حكاية عامل غرف» مختارات من أدب كرة القدم الأرجنتيني «من الطبيعي أن تكون الأرجنتين صاحبة أغزر إنتاج من القصص الكروية القصيرة، والأمر لم يأت من فراغ، فبلد لا تخلو تقريبا قرية واحدة فيه من أكثر من ملعب، ويقدم مسابقة للدوري من ست درجات مختلفة بجانب الدوريات الإقليمية، لا بد أن يكون للكرة دورها في حياة بعض أدبائه بشكل يدفعهم للكتابة عنها».

شارك المنتخب السعودي أربع مرات في نهائيات كأس العالم لكرة القدم عام 1984 و1988 و2002 و2006 وتأهل المنتخب لنهائيات كأس العام لكرة القدم 2018 التي ستقام في روسيا

تأهل المنتخب العراقي لكأس العالم لمرة واحدة وذلك عام 1986 والتي أقيمت في المكسيك. هزم أمام الباراجواي وتعرض لهزيمة ثانية أمام المنتخب البلجيكي وودع كأس العالم بخسارته أمام أصحاب الأرض المنتخب المكسيكي

في أدب الأرجنتين كتب خورخي لويس ذات مرة مجيبا عن سؤال حول السبب وراء شعبية كرة القدم، وقال «إنه لا يوجد ما هو أكثر انتشارا من الغباء، فحينما يتصارع 11 لاعبا مع 11 لاعبا على الركض وراء كرة، فهذا الأمر ليس فيه شيء من الجمال

غابرييل غارثيا ماركيز الحاصل على نوبل للآداب عام 1982 وهو من كولمبيا، تحدث بشيء من الجمال عن الساحرة المستديرة في قصته »القسم«

ألف الشاعر والكاتب الأوروغواني الشهير ماريو بينديتي أكثر من قصة عن كرة القدم، أهمها روايته »كرة القدم في الشمس والظل«، كما كتب قصيدة »وقتك اليوم حقيقة« وأهداها إلى الأسطورة مارادونا

SarahMatar@