استدامة التميز الرياضي!

السبت - 02 يونيو 2018

Sat - 02 Jun 2018

حبي للأخضر جعلني أفكر أن أكتب مقالا استشرافيا من خلال الواقع الذي يعيشه الوسط الرياضي، لعله يجد لدى القيادات في الرياضة السعودية من يتبناه، ويساعد في تحقيق هذا التصور إلى واقع.

كلنا نعلم أن المجال الرياضي في الحاضر يسير على رؤية جديدة ستصنع مستقبلا مشرقا للرياضة السعودية، وسيعيد تلك الأمجاد التي بنت تاريخا مشرفا للكرة السعودية.

وكمواطنة أرغب بمقالي هذا لفت النظر إلى ضرورة اعتماد عمل مؤسسي رياضي وطني محترف يهدف لاستقطاب وتأهيل ورعاية الموهوبين والموهوبات في كل الألعاب الرياضية، بحيث يكون هناك تعاون بين وزارة التعليم، وهيئة الرياضة السعودية لاكتشاف المواهب الرياضية المتميزة من المدارس، وذلك من خلال آلية عمل مشتركة بين الجهتين مع تقديم تقارير مفصلة عن تلك المواهب لضمان استثمارها بشكل حقيقي في الفرق الوطنية.

على أن يتم وضع برنامج وطني يتضمن اختيارهم، وتدريبهم، ورعايتهم، وصرف مكافآت مادية لتشجيعهم، وتقييمهم مع إقامة دورات إقليمية بين المناطق بإشراف لجان متخصصة ذات كفاءة ومؤهلة علميا، ومهنيا، ورياضيا تحت مظلة كل من وزارة التعليم، والهيئة العامة للرياضة، مع ضرورة عمل حملات توعوية لتثقيف الأهالي بقيمة مهنة الاحتراف في الأندية السعودية، وأنها مهنة ذات أثر إيجابي على مستوى الفرد والمجتمع والوطن.

وما نرجوه من هذا العمل المؤسسي حتما سينعكس إيجابا على مستوى الرياضة، وذلك بصنع فريق وطني مستدام منافس إقليميا وعالميا، وهذه الاستدامة هي السر وراء ثبات مستوى منتخبات عالمية كالمنتخب الألماني، واستمرارية المنافسة على المراكز الأولى على الرغم من تعاقب الأجيال واختلافها.

كما سيضمن لنا هذا العمل الاستثمار الحقيقي للكفاءات الوطنية، لتحقيق التميز الرياضي من خلال تطويرهم، ورفع قدراتهم في وقت مبكر من العمر، وفي بيئات تعليمية محفزة وداعمة.

وأخيرا، ما طرحته في هذا المقال قياسا على ما تقوم به الهيئة العامة للرياضة من جهود للتطوير والتحسين يعد خطوة متوقعة وليست ببعيدة عن التنفيذ.

والقادم أجمل يا الأخضر.