الموهبة الشعرية بين القطيعة والانقطاع
السبت - 02 يونيو 2018
Sat - 02 Jun 2018
أزعم أن الموهبة الشعرية وحدها لا تكفي الشاعر ولا تمده بالمؤونة التي توجب حد الكفاية لأن يفرغ لقول الشعر الصافي، إذ لا بد من توفر أمور أخرى ضرورية غير الثقافة الواسعة وسعة الاطلاع وبواعث النفس وتأهب الإحساس لتقف بهذه الموهبة على مسرح الشعر.
وهنا تكمن صعوبة الانتماء لهذا الجنس الإبداعي، من هذه الأمور: التأمل العميق لحركة الحياة وتفاصيلها الدقيقة، والرصد لكل مظاهرها واختزالها في نفس الشاعر ومخيلته وعمق وجدانه، ثم ترقب هذه النفس في أسخى عطاءاتها الإلهامية لتجود بقريحتها الصافية ما تجود، وهذا الترقب المستمر يكلف الشاعر وموهبته وقتا غير محدود وأجلا غير مسمى، يمكث فيه في خلوته بعيدا عن كل مواطن الصخب والتصادم والجدل التي باتت تحيط بكل ما حولنا. وهذا ما يفسر خفوت جذوة الشعر عند بعض أصحاب المواهب وركود قرائحهم فور التحاقهم بعمل مجهد يستزف وقتهم وقواهم، أو إنهامكهم بتأمين لقمة العيش والسعي في دروب الحياة.
وأزعم أيضا أن هناك اختلافا بين قريحة الشاعر وقريحة الأديب والروائي، فالأخيران يمكن لهما أن يجريا قلميهما في تفاصل الواقع والمتخيل، وأن يكتبا بشكل منتظم أو شبه منتظم، وأن ينجزا إبداعاتهما، بينما الشاعر موكل إلى لحظة إلهام غائبة تستوجب تمهيدا غير يسير من القراءة والتأمل والتفرغ شبه المنقطع من أجل أن يهطل عليه سلطان الشعر ويمكنه من قول ما امتلأت به نفسه.
وهنا تكمن صعوبة الانتماء لهذا الجنس الإبداعي، من هذه الأمور: التأمل العميق لحركة الحياة وتفاصيلها الدقيقة، والرصد لكل مظاهرها واختزالها في نفس الشاعر ومخيلته وعمق وجدانه، ثم ترقب هذه النفس في أسخى عطاءاتها الإلهامية لتجود بقريحتها الصافية ما تجود، وهذا الترقب المستمر يكلف الشاعر وموهبته وقتا غير محدود وأجلا غير مسمى، يمكث فيه في خلوته بعيدا عن كل مواطن الصخب والتصادم والجدل التي باتت تحيط بكل ما حولنا. وهذا ما يفسر خفوت جذوة الشعر عند بعض أصحاب المواهب وركود قرائحهم فور التحاقهم بعمل مجهد يستزف وقتهم وقواهم، أو إنهامكهم بتأمين لقمة العيش والسعي في دروب الحياة.
وأزعم أيضا أن هناك اختلافا بين قريحة الشاعر وقريحة الأديب والروائي، فالأخيران يمكن لهما أن يجريا قلميهما في تفاصل الواقع والمتخيل، وأن يكتبا بشكل منتظم أو شبه منتظم، وأن ينجزا إبداعاتهما، بينما الشاعر موكل إلى لحظة إلهام غائبة تستوجب تمهيدا غير يسير من القراءة والتأمل والتفرغ شبه المنقطع من أجل أن يهطل عليه سلطان الشعر ويمكنه من قول ما امتلأت به نفسه.