فهد عبدالله

مديرية الدفاع المدني.. الحارس الأمين

السبت - 02 يونيو 2018

Sat - 02 Jun 2018

في الأيام القليلة الماضية كانت هناك حملة إعلامية قامت بها مديرية الدفاع المدني بعنوان الحارس الأمين، وهي عبارة عن فيديو توعوي عن أهمية كواشف الدخان (battery smoke detector) في المنزل، وإنه سبب بإذن الله يساهم في حفظ الأرواح والممتلكات. وهذا الكاشف الدخاني بشكل مبسط يعمل على استشعار الدخان في مراحله الأولى، ومن ثم إصدار صوت تحذيري ينبه من في المكان بسرعة الإخلاء، وأيضا إمكانية السيطرة على الحريق البسيط في لحظاته الأولى، وتتأكد أهميته خاصة في أوقات النوم التي يحفل بها سجل حوادث الحريق.

أرجو أن تتفاعل معها جميع منصاتنا الإعلامية سواء في وسائل التواصل الاجتماعية أو المنصات الإعلامية المرئية، وتبادر إلى تكرار عرضها كنوع من الواجب التوعوي الذي يجب أن يكون جزءا من أنشطتها الإعلامية تجاه المجتمع وسلامته والرفع من ذائقة وعي السلامة. للأمانه بعد مشاهدة هذه الرسالة التوعوية القيمة نشأ لدي دافع كمتخصص في هذا المجال لأن أزور موقع مديرية الدفاع المدني، ولفت انتباهي وجود أيقونه خاصة بشهداء الدفاع المدني، وجميعهم وافتهم الشهادة أثناء تأدية عملهم في عمليات الإنقاذ أو مكافحة حريق، مما يؤكد تفاني أفراد هذا الجهاز في أداء واجبات المهنة، إضافة إلى روح الشهامة والفزعة المتجذرة قبل ذلك في طبيعة أخلاق المواطن السعودي، وهذه الفدائية أعادت لديهم برمجة حسابات الخطر وبذل الروح من أجل عمل إنساني نبيل في إنقاذ روح، بالله عليك أي عمل يقارن بمثل هذه الأعمال التي قد يبذل الإنسان فيها روحه لواجب إنساني ووطني ومهني، لن توفيكم الكلمات ذكرا وشكرا ولا نقول إلا جزاكم الله خير الجزاء فأنتم سواء في المنزلة والقدر مع شهداء الواجب في الحد الجنوبي أنتم في مواجهة أخطار السلامة الداخلية وشهداء الحد الجنوبي في مواجهة أخطار الأمن من العدوان الخارجي. سأتناول هنا بعض الأفكار التطويرية التي قد تساهم من رفع مستوى وعي السلامة وزيادة الكفاءة في تفادي الأخطار المرتبطة بالدفاع المدني أرجو أن تكون مفيدة:

- يقال في عالم التسويق إذا كان لديك مشروع اجعل نصف ميزانيته في التسويق والإعلان عنه، كناية عن أهمية التسويق، وكذلك في عالم السلامة قد يكون أيضا من الصحة بمكان أن يأخذ الجانب التوعوي تجاه السلامة من الأخطار حظه الكبير من الجهود المستمرة من قبل الدفاع المدني في نشر الوعي وثقافة السلامة من الأخطار لدى المواطن، لأنها تصب بشكل مباشر في أدوار الوقاية من الأخطار قبل وقوعها. حوادث كثيرة كادت تقع (near miss) أو في بداية وقوعها (accident) تم تفاديها وعدم تفاقم أضرارها أو تكرارها بواسطة تنامي الوعي تجاه السلامة من الأخطار، فممارسة هذا الدور تعالج أسبابا جذرية لوقوع الحوادث وتعالج تفاديها إذا وقعت وعدم اتساع رقعة أضرارها، فدرهم وقاية خير من قنطار علاج.

- أن يكون هناك خصخصة لبعض أنشطة الدفاع المدني، ويكون دور الدفاع المدني فيها إشرافيا تدقيقيا فقط على الجهة التي تقوم بالنشاط، مثل متابعة الالتزام بمواصفات السلامة في النشاط التجاري والفندقي والسكني، وكذلك في المستشفيات ورصد مخالفات السلامة ومتابعة إصلاحها.

- استحداث مواصفات سلامة خاصة بالمباني السكنية تتضمن عدم إطلاق خدمة التيار الكهربائي للمسكن حتى يتم توفير بعض الإجراءات الوقائية كطفاية الحريق لكل وحدة سكنية وبطانية الحريق في المطابخ، والتأكد من سلامة التوصيلات الكهربائية وجودتها.

- التعاون مع وزارة التعليم وعقد شراكة مثمرة ينتج عنها تأسيس منهج متكامل لمادة تعليمية عن السلامة والوقاية من المخاطر تتواجد في منظومة المناهج التعليمية من السنة الأولى في التعليم حتى التخرج في المرحلة الثانوية، وقد يكون هذا المقترح في حالة تنفيذه أفضل وسيلة توعوية يحصن بها أبناؤنا في التعليم تجاه المخاطر، وقد يختصر كثيرا من الجهود التوعوية تجاه إجراءات الوقاية وحفظ الأرواح والممتلكات.

- أن تكون الساحات الأمامية لمراكز وحدات الدفاع المدني منصات توعوية للمجتمع من خلال «البانرات» التوعوية أو تدريب فئات المجتمع المختلفة على التجارب الوهمية لمكافحة الحريق.

- من خلال التعاون بين وزارة النقل والدفاع المدني يكون هناك لافتات خاصة بتوضيح أن الخطوط الجانبية على الطريق (أكتاف الطريق) هي خطوط مخصصة لحالات الطوارئ حتى يتمكن طاقم الدفاع المدني من سرعة مباشرة الحالة الطارئة.

- أن يتم تأسيس مركز أبحاث متخصص فقط في الأبحاث والاختراعات التي تساعد في رفع مستوى إجراءات السلامة واستحداث تقنيات جديدة لمكافحة الحريق.

- أن يكون هناك منصة إعلامية في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك في الإعلام المقروء والمرئي مخصصة فقط في نشر الأسباب الحقيقية والجذرية لاندلاع حريق ضخم أو حالة طارئة بعد التحقيقات التي يقوم بها الدفاع المدني، لأن معرفة الأسباب ونشرها حتما سيقللان من تكرارها في مكان آخر، والتوعية من خلال حوادث حصلت أكثر أثرا من التوعية النظرية العامة. إن أي جهة تكون مسؤولة في رعاية السلامة وحالات الطوارئ مثل الدفاع المدني لديها واجبات ومهام محددة وكذلك لديها واجبات إنسانية كثيرة غير محددة تفرضها طبيعة مباشرة نوعية الحالة الطارئة، لذلك ليس من المبالغة أن أزعم بأنها ضمن الوظائف الأنبل لما تتضمنه من مهام قد يبذل فيها الإنسان متطلبات خارج المهام الوظيفية لما تستدعيه الحالة الطارئة. هكذا أعتقد.

[email protected]