المقبول اجتماعيا.. مشروع للاستثمار

الاثنين - 28 مايو 2018

Mon - 28 May 2018

القبول الاجتماعي من أبرز وأجمل السمات الشخصية، ونكاد نجمع على أن القبول منحة إلهية خص الله بها بعض الناس دون غيرهم، وعلى رأسهم المصطفى صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله عز وجل «وإنك لعلى خلق عظيم»، فكان محمد علامة فارقة في الخلق ومنه تولد القبول اللا متناهي، وما نسخ صحابته إلا قليل من ذلك الفن، ونعلم أنهم الرائعون في الخلق والتعامل، من هنا نقول إن القبول منحة إلهية، ولكنه صناعة لمن أراد، فقد علمنا من السيرة النبوية «إنما الحلم بالتحلم» بمعنى أننا نستطيع أن يكون لدينا قبول متى ما أردنا.

وفي مداخلة إعلامية في أحد البرامج ذكرنا أن فلسفتنا الخاصة التي نؤمن بأنها السر في القبول لبعض الناس هي «الكرم»، نعم السر في الكرم بشقيه المعنوي والمادي، فالمعنوي يكون بفيض مشاعره وجمال أخلاقه ورقي تعامله مع الآخرين، والكرم المادي يكمن في أنه لا يقدم الهدايا في المناسبات فقط، ولا يقدم المساعدات المالية في وقت الضائقة والحاجة فقط، إنما يبحث ويفتش حتى يكون حاضرا من أجلها.

وهناك أيضا خليط ما بين المادي والمعنوي، وهو تقديم العلم والخدمة والنفع والمساندة. فنجد قبول ذلك الإنسان يبدأ بكرم الابتسامة وطلاقة المحيا ثم يتوالى كرمه ومكارمه فيستقر القبول في قلب المتلقي.

وقد قلت بيتين من الشعر في ذلك المقبول:

إن رزق طلق المحيا مالا

كان جزلا في عطاياه

وإن زيد على بشره علما

فأفئدة الخلق من مطاياه

لذلك المقبول عليه مسؤولية

كبرى ودور مهم في إحداث التغيير للأفضل، لأن الناس تحبه وتقتدي به، ومن أدواره تجاه من حوله أن له دورا في تصحيح المفاهيم المغلوطة، وخلق الحميمية الفاعلة بين الإنسان ووطنه، وتثبيت كثير من القيم والأخلاق التي أوشكت أن تفقد، وصناعة محتوى الحوارات التي تثار في المجالس العامة والخاصة، وكتابة أعمال موجهة وذات هدف، خاصة إن كان صاحب قلم، وفي تغيير الممارسات الخاطئة التي يراها في مجتمعه، وفي طرح مبادرات ذات عمق على مستوى الأسرة أو العمل، وكذلك له دور في تقديم أعمال تتوافق مع مستجدات العصر.

وأخيرا المقبول مؤثر، وبالتالي قادر، ولذلك علينا استثمارالطاقة التي تملؤه، وتوظيفها بعد أن نمكنه من الأدوات التي تجعله أكثر تأثيرا في مجاله، وأن نركز بالذات على المقبول الذي يملك ذكاءات متعددة وقدرات عالية، فهو الأنموذج الذي نبحث عنه.