العمل الخيري يجب ألا يمس كرامة المحتاجين

السبت - 26 مايو 2018

Sat - 26 May 2018

كثير منا يحب فعل الخير وعمل المعروف وتقديم ما يسعد الفقير والمحتاج، وقد علمنا الدين الإحسان إلى المساكين بمد يد العون بكل ما يحتاجونه، سواء بالمساعدة المادية أو المعنوية أو بخدمة تقدم لهم من خلال المساعدة في التوظيف أو إنهاء معاملة، ومكافأة ذلك عند الله سبحانه وتعالى.

من هنا أنشئت الجمعيات الخيرية لمساعدة هؤلاء، فهم منا وفينا وإخواننا في الدين والعقيدة، ويعيشون بيننا وفي مجتمعنا، والبعض منهم محتاج ومتعفف.

هناك جمعيات وأفراد كثيرون، ويجب أن تقدم هذه المعونة بشكل لائق واحترافي دون المساس بكرامتهم أو جرح مشاعرهم للوصول إليهم، مما يجعل المتبرعين لهذه المؤسسات الخيرية يطمئنون بأن صدقاتهم وتبرعاتهم تصل لمستحقيها دون تجريح أو إيذاء لهؤلاء المحتاجين.

لا شك أن الصدقة محببة للنفس وأوصانا الإسلام بإخراجها، فهي تطفئ غضب الرب، وما نقص مال عبد من صدقة، وهي تطهر المال وتداوي المرضى. وإذا عجز الإنسان عن العمل فهناك ألوان من المساعدات الاجتماعية تؤمن حياته كالزكاة والصدقة والإحسان، كالملاجئ العامة التي تفتح أبوابها للعجزة والمساكين واليتامى والأرامل، وكأموال الأوقاف العامة للمسلمين التي تصرف في وجوه الخير والبر والإحسان ورعاية شؤون الفقراء.

أعجبت عندما تعاملت مع إحدى الجمعيات الخيرية التي تقوم بجمع الأثاث والملابس وغيرها، حيث تقوم بنفسها بتوصيلها إلى منازل المحتاجين وتستخدم سيارات نقل خالية من الكتابة عليها، حتى لا يعرف الجيران أنها جمعيات خيرية، كأن هذا الأثاث قد اشتروه من الأسواق، وهذا شيء يدخل البهجة والسرور عليهم ولا يسيء لهم.

إن العمل الخيري في المملكة يستخدم أقصى درجات الاهتمام في بلادنا الحبيبة من عناية ودعم واهتمام وانتشار الجمعيات وكثرة المشرفين عليها، مما يؤدي إلى كثرة أعمال الخير من تبرعات نقدية وعينية. وإن ما تقوم به الجهات الخيرية يعد من الأعمال المهمة والحساسة التي تقدم بشكل لائق واحترافي للمستفيد والمحتاجين دون المساس بكرامتهم وكسر مشاعرهم، وهذا يجعل المتبرعين يأخذون ثوابا عظيما ويطمئنون لوصول التبرع إلى مستحقيه عن طريق التوزيع العادل.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ما نقص مال عبد من صدقة». وقال تعالى «الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون».