حزم أمريكي ضد النظام الإيراني

السبت - 26 مايو 2018

Sat - 26 May 2018

بات واضحا الحزم الأمريكي الجديد بتبني استراتيجية تجاه إيران تحاصر ترسانتها النووية والصاروخية، وتواجه تدخلاتها السافرة في الدول الإقليمية، وتضع حدا لعنجهية إيران السياسية التي أضرت بالعالم برمته ودول الجوار خاصة عدم الاستقرار والإرهاب المنظم، ويأتي ذلك على خلفية تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وضع 12 شرطا للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران، والتي تشمل توديع إيران آمالها في امتلاك السلاح النووي، والطلب منها وبشكل عاجل فتح كافة منشآتها للتفتيش وكذلك كل مواقع قواتها المسلحة التي يشك باحتوائها على برنامج نووي. وإنهاء برنامجها الصاروخي وإطلاق سراح الأجانب المحتجزين. واحترام سيادة العراق وعدم التدخل في شؤونها وسحب قواتها من سوريا وإنهاء دعمها للميليشيات الإرهابية الحوثية ولتنظيم القاعدة ولميليشيات حزب الله.

أدرك النظام الإيراني جدية وحزم الإدارة الأمريكية وفرض حزمة من العقوبات الاقتصادية التي بات تهدد نظامها، ونجد أن شركات أوروبية عملاقة انسحبت سريعا من الصفقات التي عقدتها مع إيران، وذلك على خلفية تصريح إدارة دونالد ترمب بأن من لم يتوقف عن التعامل مع إيران خلال 180 يوما المقبلة سيحظر عليه التعامل مع السوق الأمريكية.

ختاما نظام الملالي في مأزق اقتصادي لأنه بات مكشوفا في الداخل، وإن سقوط لم يعد محل اختلاف بين المراقبين، وحتما ستنعكس هذه المتطلبات على الشارع الإيراني الذي خرج غير مرة يطالب بالخبز، ولم يعد يعنيه تصدير الثورة الخمينية أو رفع علم في عواصم عربية. وإن المشروع الإيراني بات يصطدم بواقعه المرير، وستعود إيران دولة محصورة في محيط إقليمها الجغرافي، وقد تواجه اضطرابات داخلية على ضوء أزمة اقتصادية خانقة نتيجة للسياسات الخارجية التوسعية الواهمة والفاشلة، وبزوغ ثورة إيرانية شعبية داخلية جديدة تطيح بسلطة الملالي، لتولد دولة مدنية جديدة متعايشة مع محيطها.