مختصون: النص المترجم يكتسب دلالات جديدة في اللغة
السبت - 26 مايو 2018
Sat - 26 May 2018
في إحدى ردهات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» بالظهران، كانت آراء مهتمين بالترجمة الأدبية والثقافية تعطي بعدا آخر لأبعاد الترجمة للنصوص، ونقلها من لغتها الأصلية للعربية، وخلال مشاركة ثلاثة مختصين أخيرا في ندوة بعنوان ما النص بعيدا عن لغته، في مجلس إثراء الثقافي، وهم الدكتور سعد البازعي، وعبدالوهاب بوزيد، وحمد الشمري، وأدارها راضي النماصي، فقد تقاطعت الآراء في النتيجة والتقت في مصلحة النص، ويحكم كل ذلك الأمانة.
الدكتور البازعي رأى أن النص المترجم يكتسب دلالات جديدة في اللغة الأخرى، ربما لم يحلم بها المؤلف الأصلي، وفي المقابل فإنها ساهمت في سقوط دول، وغيرت ثقافات اجتماعية في الشعوب، ورأينا كيف أن بريطانيا تمكنت من استعمار نيوزيلندا من خلال معاهدة «وايتانجي»، وذلك بكتابة معاهدة بالإنجليزية تجيز سيطرة الإنجليز، بينما ترجمت المعاهدة للغة السكان الأصليين بحيث لا يدركون ما خطط له المستعمر فوافقوا عليها وخسروا أرضهم.
وأشار الدكتور سعد عن سبب انتشار أعمال غير مستحقة لهذا الحجم من الضجيج الإعلامي والجماهيري، معتبراً أن السبب انثروبولوجي صميم، فقائمة الأكثر مبيعا التي تنشر في النيويورك تايمز تحكم ما ينتشر وما لا ينتشر بين القراء في مختلف أصقاع الدنيا، وتؤثر في اختيارات قائمة الأعمال المدرجة لنيل جائزة نوبل، ومن يستطيع أن يتخيل أن المنقول من لغات العالم إلى الانجليزية يفوق 40% في حين أن المنقول من العربية لا يتجاوز 1% وهذا يثير تساؤلا خطيرا حول مدى اهتمام العالم بما يقدمه العرب وما يحفل به العرب.
عبدالوهاب أبوزيد رأى أن الترجمة الإبداعية يجب أن توازي النص الأصلي، لا أن تنقله بالحرف، في حين يكثر اهتمام الناس بجدليات عما إذا كانت الترجمة الحرفية التزاما أم تساهلا، ولماذا يرفض البعض اعتبار الترجمة الحرفية إبداعا، بينما يجدها بعضهم وفاء للنص الأصل، واعترافا بحق الكاتب في الاحتفاظ بأسلوبه وبنائه كما جاء به، ومهما ابتعد النص الموازي عن الأصلي فإنه يقترب من روحه ومرماه.
حمد الشمري برر قلة المترجم من العربية إلى لغات أخرى، بعدم وجود الرغبة لدى الآخر في اكتشاف العالم العربي وما يشغل هذا العالم، وروى تجربته العصيبة في ترجمة نص إذاعي لا يزيد طوله عن خمس صفحات كان قد استمع إليه بعنوان «على بساط الشعر» للكاتبة الأسترالية إليسا بايبر، وقال كلما زادت الدهشة التي يحدثها فيك النص كلما صعبت ترجمته، الأمر الذي تطلب منه قضاء خمسة أعوام في محاولة لترجمة هذا النص البديع إلى العربية.
الدكتور البازعي رأى أن النص المترجم يكتسب دلالات جديدة في اللغة الأخرى، ربما لم يحلم بها المؤلف الأصلي، وفي المقابل فإنها ساهمت في سقوط دول، وغيرت ثقافات اجتماعية في الشعوب، ورأينا كيف أن بريطانيا تمكنت من استعمار نيوزيلندا من خلال معاهدة «وايتانجي»، وذلك بكتابة معاهدة بالإنجليزية تجيز سيطرة الإنجليز، بينما ترجمت المعاهدة للغة السكان الأصليين بحيث لا يدركون ما خطط له المستعمر فوافقوا عليها وخسروا أرضهم.
وأشار الدكتور سعد عن سبب انتشار أعمال غير مستحقة لهذا الحجم من الضجيج الإعلامي والجماهيري، معتبراً أن السبب انثروبولوجي صميم، فقائمة الأكثر مبيعا التي تنشر في النيويورك تايمز تحكم ما ينتشر وما لا ينتشر بين القراء في مختلف أصقاع الدنيا، وتؤثر في اختيارات قائمة الأعمال المدرجة لنيل جائزة نوبل، ومن يستطيع أن يتخيل أن المنقول من لغات العالم إلى الانجليزية يفوق 40% في حين أن المنقول من العربية لا يتجاوز 1% وهذا يثير تساؤلا خطيرا حول مدى اهتمام العالم بما يقدمه العرب وما يحفل به العرب.
عبدالوهاب أبوزيد رأى أن الترجمة الإبداعية يجب أن توازي النص الأصلي، لا أن تنقله بالحرف، في حين يكثر اهتمام الناس بجدليات عما إذا كانت الترجمة الحرفية التزاما أم تساهلا، ولماذا يرفض البعض اعتبار الترجمة الحرفية إبداعا، بينما يجدها بعضهم وفاء للنص الأصل، واعترافا بحق الكاتب في الاحتفاظ بأسلوبه وبنائه كما جاء به، ومهما ابتعد النص الموازي عن الأصلي فإنه يقترب من روحه ومرماه.
حمد الشمري برر قلة المترجم من العربية إلى لغات أخرى، بعدم وجود الرغبة لدى الآخر في اكتشاف العالم العربي وما يشغل هذا العالم، وروى تجربته العصيبة في ترجمة نص إذاعي لا يزيد طوله عن خمس صفحات كان قد استمع إليه بعنوان «على بساط الشعر» للكاتبة الأسترالية إليسا بايبر، وقال كلما زادت الدهشة التي يحدثها فيك النص كلما صعبت ترجمته، الأمر الذي تطلب منه قضاء خمسة أعوام في محاولة لترجمة هذا النص البديع إلى العربية.