إسماعيل محمد التركستاني

عودة التلفزيون السعودي

الخميس - 24 مايو 2018

Thu - 24 May 2018

يمكن تصنيفي كمشاهد ومتابع للبرامج التلفزيونية وبدرجة قد تصل إلى الشغف، لماذا؟ لأن عندي وقتا من بعد صلاة العشاء إلى ساعة ذهابي إلى الفراش للنوم، والتي أقضي جلها في مشاهدة البرامج التلفزيونية مثل الوثائقية، وأفلام الأكشن أو المسلسلات القيمة، خاصة الكوميدية منها، والتي تناسب ثقافتي المعتدلة، ورغم أني في الخمسينات من العمر، ولكني ما زلت عاشقا لأفلام الكرتون (المسمى القديم) التي تسمى الآن أفلاما ثلاثية أو رباعية الأبعاد وموجهة للأطفال (ما زلت أتذكر مسلسلي عدنان ولينا وموكلي).

أشاهد التلفزيون خاصة عندما لا تكون عندي أي برامج للزيارات العائلية أو لقضاء حوائج أسرتي.

ولكوني مشاهدا للبرامج التلفزيونية بدرجة مثقف (أحمل شهادة جامعية عليا)، فيكون من حقي الأدبي والمعنوي أن أكتب وأتكلم عن أهمية البرامج التلفزيونية لكثير من شرائح المجتمع الذي أنتمي إليه! نعم، أنا لا أحمل ثقافة كل المجتمع ولست مخولا بأن أتحدث عن مختلف الشرائح، ولكنني في الأخير شخص يمتلك من ثقافة الاعتدال في الرأي ما يسمح لي بأن أقول كلمتي في التلفزيون السعودي وبرامجه المختلفة.

للأسف، ابتعد التلفزيون السعودي كثيرا وكثيرا عن ساحة المنافسة على استقطاب المشاهد، وذلك في ظل الغزو الفضائي للقنوات التلفزيونية من مختلف وجهات العالم، خاصة العالم العربي، إلى جانب الحضور القوي للقنوات الرياضية التي استطاعت وبكل حنكة أن تستقطب أكبر شريحة في المجتمع إليها وإلى برامجها المختلفة، وهي على مدار الساعة، هذه الشريحة هي شريحة الشباب، حيث يمكن القول إنها عرفت كيف ومن أين تؤكل الكتف! وفي المقابل، عانى التلفزيون السعودي من أسباب عدة ومؤثرة سلبا، أو وقعت تحت مظلة سوداء كسواد ليلة يختفي فيها القمر، استطاعت تلك الأسباب أن تعمل وتدك بقوة لعمل فجوة كبيرة بينها وبين المتابعين، خاصة المتابع السعودي، وكان المكسب - نتيجة لتلك الفجوة - لصالح برامج التلفزيون التجاري، خاصة العربية منها.

ولكوني ممارسا رياضيا مصنفا كمتابع من المدرجات (رخيصة التذاكر) أو من خلف الشاشة، مع إعجابي الشديد جدا بالإخراج المذهل والرائع لنهائي كأس الملك لهذا العام، فإنني أربط دائما بين الرياضة وعملي في المجال الصحي أو كثير من المجالات الأخرى، لنقل مثل البرامج التلفزيونية، نعم، عانت الرياضة السعودية في فترة من الفترات من أسباب أدت إلى تراجعها، ولكنها وبحمد الله، نرى أنها بدأت العودة مرة أخرى إلى المحافل الدولية التي هي أهل لها، لماذا؟ لوجود منارة أضاءت لها الطريق، وذلك مثل رؤية 2030. وأستطيع القول إن هناك أيضا صحوة للتلفزيون السعودي في ظل برامج التحول 2020 والرؤية 2030، إلى جانب برامج مختلفة أخرى مثل برامج هيئة الترفيه وبرامج هيئة الرياضة أو البرنامج الذي ظهر أخيرا الذي أطلق عليه برنامج جودة الحياة.

باختصار، من الضروري أن يكون للتلفزيون السعودي حضوره القوي في مجتمعنا، خاصة ونحن في إجازة دراسية طويلة، إلى جانب دخول شهر رمضان المبارك. نعم كل الظروف مهيأة لعودة الحياة مرة أخرى إلى التلفزيون السعودي، وذلك لتوفر كل الأسباب الجوهرية من موارد بشرية متمثلة في العقول السعودية الإعلامية التي تمتلك البصمة الإنتاجية الرائعة والتي تواكب العصر وتحمل تفكيرا إيجابيا ومؤثرا، إلى جانب الموارد الفكرية (البرامج التلفزيونية) والتي يمكن الاستفادة منها بطريقة إيجابية وفعالة في جذب مختلف شرائح المجتمع إلى متابعتها. فكرة إلغاء بعض القنوات في باقة الإعلام التلفزيوني السعودي وظهور قنوات أخرى تحمل الفكر الأدبي والثقافي والرياضي بصورة تناسب تفكير العائلة السعودية (التي تحمل التفكير المعتدل)، وتنتظره أيضا مختلف الشرائح السعودية الأخرى (مثل الشباب) هو دليل على النجاح الباهر الذي سنراه في المستقبل القريب بإذن الله.