استغاثة مخنوقة بغبار مصنع الفوسفات الأردني التي تهبط على منازلهم بلا توقف أطلقها أهالي محافظة حقل بمنطقة تبوك، مشيرين إلى أن الغبار الأسود وروائح الغازات السامة أجبرت الكثيرين منهم على مراجعة المستشفيات. في حين أكدت الرئاسة العامة للأرصاد رصدها تجاوزات للتلوث وأن لجنة مشتركة بين حكومتي السعودية والأردن تتابع المشكلة وتبحث عن حلول عاجلة، أشارت معلومات حصلت عليها 'مكة' أن هذا الغبار الأسود ناتج عن حرق النفط الخام في أحد المصانع الذي يقع في محافظة العقبة الأردنية المجاورة لمحافظة حقل السعودية ونتيجة للرياح واتجاه مخارج الأدخنة فإنها تتجه ناحية محافظة حقل، عوضا عن الغاز المستخدم سابقا وهو ما نجم عنه تراكم الغبار بشكل ملفت على الأسطح الخارجية والفناء الداخلي للمنازل ويخشى أن يحتوي على مواد كيميائية خطيرة على الصحة والبيئة. وقال المواطن محمد العمراني: نعيش في حقل ونرصد من فترة إلى أخرى ارتفاع نسبة الأدخنة التي تشبه الكبريت أو الغاز، إضافة إلى بودرة سوداء تدخل إلى المنازل، ومع ارتفاع نسبة تلك الأدخنة السامة نشعر بضيق في التنفس، لهذا نعاني من عوادم مصنع الفوسفات، ويصلنا نتيجة ذلك مخلفات ترى بالعين المجردة في فناء المنازل وفوق الأسطح، إضافة إلى الروائح القوية التي تشبه الكبريت أو الغاز المؤثرة على الصحة العامة. فيما أكد أحمد العمراني أن محافظة حقل تختنق من أدخنة المصنع التي ألحقت أضرارا صحية بالسكان، فضلا عن وصول البودرة السوداء للمنازل وبالرغم من ذلك مستشفى حقل العام لا يعطي تقارير طبية لحالات الاختناق التي تصلهم دون أن نعرف سبب ذلك، ووصل للمستشفى عدد من حالات الاختناق، الأمر الذي يوجب على المسؤولين التفاهم مع الجهات المعنية لوقف هذا التلوث، وهي مناشدة لكل المسؤولين للوقوف مع أهالي المحافظة والعمل على إنقاذهم من هذا التلوث. وأوضحت فاطمة العمراني وهي ربة منزل أنها تلاحظ عند تنظيف المنزل كل صباح أتربة سوداء تغطي أرضية الفناء الداخلي والتي تشكل خطرا صحيا كبيرا على أطفالها. بدورها بينت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة على لسان متحدثها الرسمي حسين القحطاني، أنها سجلت تجاوزت في نسب التلوث، حيث إن المشكلة تم رصدها وهناك جهود لحلها، مشير إلى أن رئاسة الأرصاد طرف من لجنة حكومية شكلت لهذا الغرض وهي مهتمة بالموضوع، كما توجد لجنة مشتركة ما بين السعودية والأردن من مختصين لمتابعة هذا الأمر وهناك حلول قريبة بشأنه. وأضاف القحطاني أن الأرصاد من خلال اهتمامها بالجانب البيئي وضعت محطات لقياس جودة الهواء في المنطقة ومعرفة المواد الملوثة في المنطقة، إضافة إلى أن مصدر التلوث معروف وتم تشكيل لجنة مشتركة بين الجانبين السعودي والأردني لدراسة هذا الموضوع ووضع الحلول المناسبة لمنع الانبعاثات من المصنع وفي غضون الفترة المقبلة سيكون هناك حل واضح وجذري.