أضافت بلاغات عن تزايد الخفافيش في جدة عبئا جديدا لم يكن في حسبان الأمانة التي لم تنته من معركتها مع القوارض والغربان، خاصة في ظل معلومات سابقة تشير إلى ارتباط مرض كورونا بالخفافيش، وهو ما زاد من هلع المواطنين وخشيتهم من انتقال الفيروس. ورغم تقليل أمانة جدة من تواجد هذه الخفافيش، حذر خبير بيئي من عدم إشراك الجامعات في دراسة مسببات فيروس كورونا وتوضيحها للرأي العام، والتنسيق مع الجامعات الخارجية التي تنشر دراسات حول الفيروس ومسبباته سواء ما يشاع من جانب الإبل أو الخفافيش.

بلاغات الأهالي

وفوجئ مواطنون يسكنون شمال جدة بوجود عدد كبير من الخفافيش في أوقات متأخرة من الليل في الشجر المخصص للزينة، كنباتات المزمومي والسدر، وسجلوا بلاغات لدى الأمانة لاتخاذ ما يلزم لمكافحة الخفافيش. وقال عبدالله آل علون من سكان حي المحمدية إن الخفافيش تتواجد في الحي منذ أشهر، وأخبرنا فرق الأمانة بتواجدها، وسجلوا بيانات خاصة عندما وجدوا فضلاتها بشكل كبير في السيارات والفلل والشوارع المحاطة بالشجر، مؤكدا أن فرق الأمانة اكتفت برش الشجر بالديزل فقط ، ونخشى من عودة هذه الخفافيش بعد انتهاء مفعول الرش. وأوضح عبدالرحمن هوساوي أن كثيرا من السكان بدؤوا بإزالة الشجر الذي تتواجد فيه الخفافيش، خاصة وأن هناك دراسات عن ارتباطها بنقل الفيروسات المعدية مثل كورونا، وتواجدها في منطقة سكانية يشكل خطرا على الأهالي في حال ثبتت إمكانية انتقاله.

تحتاج إلى تأكيد

من جهته عد الأكاديمي والخبير البيئي علي عشقي، عدم تحديد أسباب مرض كورونا مشكلة كبيرة تواجه الرأي العام، مؤكدا أن مسببات المرض المذكورة حاليا تحتاج تأكيدها والاطلاع عليها، فهناك عدد من الجهات الحكومية تؤكد أن الإبل سبب في انتقال العدوى، بينما تشير دراسات عالمية إلى أن الخفافيش سبب رئيس للفيروس. وطالب بضرورة إشراك الجامعات خاصة جامعة الملك عبدالعزيز في جدة والتنسيق مع مراكز بحثية عالمية لما تصدره من دراسات حول مسببات الفيروس، لافتا إلى أن الخفافيش لها إيجابيات كبيرة وخاصة في القضاء على الحشرات، بينما الخفافيش كبيرة الحجم تقتات على النباتات المثمرة، وهو ما يجب دراسته من قبل الجامعات والأمانة، من إمكانية تحديد عددها وتكاثرها وهل تشكل مشكلة على السكان في جدة.

لا بلاغات

وذكر رئيس المجلس البلدي بجدة الدكتور عبدالملك الجنيدي، أن إدارته لم تتلق شكاوى تتعلق بالخفافيش رغم أنها نسقت في وقت سابق مع الأمانة في الاطلاع على جهود فرق مكافحة الغربان والقوارض والحشرات، مؤكدا أن المجلس سيخاطب الأمانة لمعرفة الأرقام والإحصاءات لهذه الخفافيش وهل تشكل خطورة. فيما قال المركز الإعلامي لأمانة جدة في رده على استفسارات الصحيفة إن الخفافيش تعد أقل البلاغات التي ترد فرق المكافحة للآفات، مبينا أن نسبة بلاغات الخفافيش خلال شهري ربيع الأول وربيع الثاني مقارنة بباقي البلاغات لم تتجاوز 1,5 %، وأن الأمانة لم ترفض أي بلاغ يخص مكافحة الخفافيش ويتم عمل الإجراءات اللازمة لتلك البلاغات، ويوثق العمل بالصور المرفقة والمحاضر بتوقيع أصحاب البلاغات. يذكر أن دراسات اشترك فيها باحثون سعوديون تؤكد ارتباط فيروس كورونا بالخفافيش، حيث ثبت أن عينات الدم من 96 خفاشا تمثل 7 فصائل مختلفة تحمل تركيبة جينية مطابقة 100 % من فيروس كورونا.