Edge of the world أو حافة العالم، ليست حكاية أو قصة فيلم سينمائي بل هي منطقة طبيعية في السعودية ساهمت التغييرات المناخية والطبيعية في تكوينها لتصبح مزارا سياحيا حاضرا لكل زوار المملكة، وغائبا ربما عن الكثيرين من أبنائها. «كل من يأتي للرياض في رحلة عمل ولو ليومين يحرص على زيارتها» هكذا وصف خالد الربيعة المدير التنفيذي لشركة مساوف للرحلات السياحية، علاقة الزوار الأجانب بهذه المنطقة التي أبهرت زوارها بجمال طبيعي يرتبط بطبيعة المكان الصحراوية وإطلالة غير متوقعة. وبالرغم من أن الوعي بهذه المنطقة تغير وازداد إلا أن الكثيرين ربما من أبناء مدينة الرياض بالتحديد ربما لم يسمعوا بهذه المنطقة الأكثر جلبا للسياح، فحافة العالم هو اسم يُطلق على كل معلم طبيعي يكون في غالبه عبارة عن نهاية أرض مستوية تطل فجأةً على واد سحيق، وهي متواجدة في أكثر من منطقة في العالم. وفي الوقت الذي اشتهرت فيه المنطقة بين الدبلوماسيين والسياح الأجانب وعد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار قبل عشرة أشهر من الآن بتحويل الموقع السياحي والمعروف بـ(نهاية العالم) ووادي الحيسية إلى متنزه طبيعي متكامل لسكان أهالي العاصمة. إلا أن خالد الربيعة الذي يشرف على رحلات سياحية للمنطقة يطالب بألا تمس الطبيعة في المكان بأي شكل من الأشكال، معتبرا أن أي تغيير فيها سيفقدها رونقها وسيحرمها من متعة المغامرة الطبيعية التي تجذب السياح لها بالأساس، وقال «لدينا مثال واضح على ذلك واحات القصيم التي كانت تعتبر مكانا خياليا يفوق الوصف، فأن تسير بين الرمال والكثبان في صحراء قاحلة ثم تفاجأ بوجود واحة غناء في وسط الصحراء، هذا كان ما يميزها، أما اليوم فهي أصبحت متنزها عاديا بعد تمهيد الطريق إليها فلم يعد هناك مشقة في الوصول إليها، بل على العكس تحولت لمكان مليء بالمصطافين الذين يتركون مهملاتهم مما غير معالم المكان وطبيعته الخلابة». وتعتبر جبال نهاية العالم جزءا من جبال طويق أو العارض أحد المعالم الجغرافية في منطقة نجد، وهي عبارة عن هضبة ضيقة من الحجر الجيري تمتد لما يقارب 800 كيلومتر من حدود القصيم الجنوبية شمالا وحتى مشارف وادي الدواسر والربع الخالي جنوبا على شكل قوس «طوق بلهجة أهل نجد» يتجه طرفاه نحو الغرب. وتكونت المنطقة بحسب علماء الجيلوجيا بين 135 ـ 180 مليون سنة مضت، وتمتد لأكثر من 1000 كيلومتر، وتندفن جبالها شمالا في شمال الزلفي وجنوبا عند المندفن جنوب شرق وادي الدواسر (جنوب الرياض). والمنطقة كانت مغمورة بالمياه في فترة زمنية تمتد لنحو 130 مليون سنة، وتحتوي على أنواع كثيرة من الأحافير.