تتثاقل خطى القادمين من الحجاج والمعتمرين ليقفوا على مدخل السوق الشعبي الواقع بالقرب من المسجد الحرام، ليكون أول ما تقع أعينهم عليه الحرم المكي، فيرفعون أكفهم بالدعاء قبل البدء بأداء مناسكهم، ومع مرور السنين، أضحى هذا السوق متعارفا عليه عند أهل مكة بـ»المدعى» نسبة إلى دعاء من يقف فيه مواجها للحرم. وعرف عن المدعى أنه أول سوق تجاري يقع في ناحية الشمال الشرقي من المسجد الحرام، حيث شهد عددا من مراحل التطوير، تضمنت تسقيف مساره في العهد العثماني، ومن خلال هذا المسار الذي يؤدي إلى الدخول للحرم من باب المروة، كان له جانب وظيفي آخر في ماضيه، حيث كان مسارا من مسارات المشاة المؤدية للمسجد الحرام، ودربا للجنائز المؤدية إلى مقبرة المعلاة، وتنتشر على جنباته المحلات، وكان مكانا للتعارف وتبادل الثقافات بين أهل مكة وبقية جنسيات المسلمين من قاصدي بيت الله العتيق. واليوم ..ودع السوق وأزقته مرتاديه بعد أن أخفت آليات التطوير معالمه وشواهده التاريخية، وتتوارد المعلومات عن عودة أحياء سوق المدعى بعد انتهاء المشاريع التطويرية في المنطقة المركزية للمسجد الحرام.