أصبحت شجرتا «المرخ « و»السلع» مهددتين بالانقراض ليس لأسباب التصحر والجفاف فحسب، لكن لمكانتهما الفريدة من نوعها في سلم النباتات المستخدمة في إعداد وجبة الحنيذ الشهيرة، ما ينذر بانقراضهما بشكل كبير في السعودية عموما وفي عسير بشكل خاص. وبما أن هاتين النبتتين تنموان في ظروف مناخية معينة ولا تمثلان سوى نسبة بسيطة في خارطة الأشجار في البيئات السعودية المختلفة فإنهما تواجهان حالة انقراض لافت قد تختفيان بعده في وقت قريب. وتعد شجرتا المرخ والسلع أشهر الأشجار المستخدمة في إعداد وجبة الحنيذ، حيث تضفيان نكهة مميزة على هذه الوجبة، لذلك فإنهما مطلب عشاق الحنيذ على امتداد الوطن وبالأخص المطاعم والمحال التي تقدم هذه الوجبة بكميات كبيرة كل يوم. وبحسب حسن الشهري صاحب أحد هذه المحلات فإن شجرتي المرخ والسلع كانتا في متناول اليد إلى وقت قريب وكانت تباع كميات كبيرة منهما بأسعار زهيدة، حيث إن الطن منهما لا تتجاوز قيمته 200 ريال بينما أصبح الحصول عليهما في الآونة الأخيرة أمرا في غاية الصعوبة إذ يباع الكيس الواحد منهما بأكثر من خمسين ريالا بسبب ندرتهما جراء ما تعرضتا له من احتطاب جائر، مؤكدا أنه لا توجد بدائل بنفس الجودة لهاتين الشجرتين وارتفاع أسعارهما وندرتهما انعكسا على ارتفاع وجبة الحنيذ ولجأت بعض المطاعم لعمل المندي بديلا عنه بحكم أن هذه الأشجار لا تستخدم في إعداده. وبما أن هاتين الشجرتين لا يتم الاستفادة منهما بشكل أمثل إلا في حال كونهما خضراوين فإن هذا يتسبب في إتلاف مئات الأطنان منها يوميا في بطون أفران المحانذ في عسير وجازان وغيرهما. من جهته قال أحمد الألمعي إن هاتين الشجرتين تعرضتا لحملة إبادة من العمالة الوافدة التي تتاجر ببيعهما دون رقيب، والأمر يحتاج لوقفة من الجهات المعنية ومحاولات جادة لاستزراع هاتين النبتتين اللتين توشكان على الانقراض. بدوره توعد مدير فرع وزارة الزراعة بعسير المهندس فهد الفرطيش، العابثين بهاتين الشجرتين، مؤكدا أن هناك غرامات تفرض على أي سيارة تضبط محملة بهما وقد تصل إلى مصادرتها وغرامات مالية رادعة، مشيرا إلى أنه لا نية لاستزراعهما بحكم أنهما من النباتات الطبيعية التي تشكل جزءا من الهوية النباتية للمنطقة.