عبدالعزيز القحطاني أحد نماذج إنسان هذا الوطن المعطاء والمحب للخير والسلام، خلال موجة الغبار التي علقت خلالها الدراسة ومن خلال مكتبه المطل على شوارع جدة بدأ يفكر بشفقة كيف بإمكانه أن يساعد عمال النظافة الذين يعملون في هذه الأجواء الترابية والحرارة المرتفعة، فقرر أن يكتب تغريدة يستفز بها أحد المطاعم قائلا «‏كم ريتويت عشان تعطونا 100 ساندوتش نوزعها على عمال النظافة في الشار؟» عله يحصل على تبرع يستطيع تقديمه ومساعدة عمال النظافة من خلاله.

لم يتصور عبدالعزيز أن هذه التغريدة التي شاهدها أكثر من مليون شخص وحصلت على أكثر من 15 ألف إعادة تغريد كانت مجرد شرارة بداية لمبادرة ضخمة لم يكن يتصور نتائجها، فأتى رد المطعم بالموافقة وبدون أي ريتويت وبدأت المطاعم والشركات والمؤسسات والأفراد بالمساهمة بهذه المبادرة الإنسانية الرائعة التي أطلق عليها #مبادرة_عبدالعزيز، حتى وصل عدد المشاركين فيها لأكثر من 246 متبرعا بين شركات ومؤسسات وأفراد.

#مبادرة_عبدالعزيز استطاعت أن تحصل من المتبرعين على مساهمات تتجاوز 35240 وجبة ومنتجات غذائية متنوعة وسط تفاعل مجتمعي بمشاركة أكثر من ألف متطوع ومتطوعة و31 جهة خيرية وتطوعية. المبادرة تجاوزت التبرعات الغذائية إلى مساهمة 10 عيادات طبية لعلاج ألف محتاج لتجسد صورة رائعة من صور الخير والإحسان ولتصل أبعاد هذه المبادرة إلى عدد من الدول المجاورة والشقيقة، مطالبين عبدالعزيز باستنساخ هذه المبادرة الخيرة في بلدانهم.

#مبادرة_عبدالعزيز أظهرت جانبا مشرقا للمجتمع السعودي المحب للخير بالمشاركة والدعم والتطوع والتشجيع، وأنهم بحاجة لمثل هذه المبادرات الخيرة وعلى استعداد تام لدعمها والمساهمة فيها، وصورة جميلة أيضا لشباب اليوم وقادة المستقبل، وأن كل فرد منهم يستطيع أن يقود التغيير ويحقق إنجازات تفوق توقعاته، فحتى من خلال تغريدة يستطيع أن يصنع الفرق!

ومضة: عبدالعزيز فرد سعودي ضرب صورة إيجابية لإنسان هذا الوطن المحب للخير والإحسان، لم ينتظر دعم أحد بل بدأ بالتغيير وقاده، لدينا ملايين الشباب مثل عبدالعزيز يحتاجون منا الدعم لتبهرنا النتائج!