كانت ليلة الثلاثاء الماضية ليلة ثقافية سعودية بامتياز، حصدت فيها المملكة الجائزة العالمية للرواية العربية «البوكر»، واقتنصت لقب «أمير الشعراء» في الموسم السابع، حيث تمكن الروائي محمد حسن علوان مساء الثلاثاء من الحصول على جائزة بوكر عن روايته «موت صغير»، الصادرة عام 2016 عن دار الساقي، فيما خطف الشاعر إياد الحكمي لقب أمير الشعراء في ذات الليلة. الشعر سعودي حصد إياد الحكمي لقب أمير الشعراء في موسمه السابع، خلال إعلان الجائزة في نهاية الحلقة على مسرح شاطئ الراحة في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وقد توج رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية الشيخ نهيان بن زايد بقية الشعراء في المراكز الأخرى. وتحصل الشاعر الحكمي على خاتم الشعر وبردته، بعدما منحته لجنة التحكيم 61 درجة، لتبقى الإمارة في هذا الموسم أيضا في السعودية، بعد أن كانت بيد الشاعر حيدر العبدالله في الموسم السابق. وخلال الأمسية أعلن عن درجات بقية الشعراء، حيث تحصل الشاعر طارق الصميلي على 60 درجة، حائزا بذلك على لقب الوصيف، فيما جاء ثالثا الشاعر المصري حسن عامر، أما المركز الرابع فقد احتله الشاعر الموريتاني شيخنا عمر، وحلت خامسة الشاعرة العراقية أفياء أمين. الله مع أمنياتنا «يؤجل الله أمنياتنا ولا ينساها»، يمكن أن تكون هذه الجملة الواردة في رواية «سقف الكفاية» الأكثر شهرة وملاءمة لوصف فرحة قرأ الروائي: محمد علوان، بمناسبة فوزه بجائزة بوكر. لأن شيئا فيك سيظل عالقا في صفحة لإحدى رواياته أو في جملة ما زال صداها يتردد مذ أغلقت الكتاب في قلبك، شيء فيك سيبقى يتذكر جزءا لا ينقضي مع كل رواية، وبالتأكيد ستظل تهتف لمحمد علوان حتى وإن كانت الجموع أنت فقط. من يكتب بطريقة تجعلك تعلم أن هذه الكلمة ملك لعلوان وإن لم تقرأ اسمه مدونا، لأنه هو فقط من يعرف كيف يدع حروفه تنتمي إليه ببصمة سحرية. ولد محمد علوان، في 27 أغسطس 1979 في الرياض، ولم يعلم أحد أن هذا الطفل سيكبر يوما ويأتي محملا بالجوائز لوطنه، بداية بروايته «القندس» التي رشحت ضمن القائمة القصيرة للبوكر العربية من بين 133 رواية مشاركة على مستوى العالم العربي. بعدها فازت «القندس» في ترجمتها للنسخة الفرنسية بجائزة معهد العالم العربي في باريس كأفضل رواية عربية مترجمة للفرنسية في عام 2015م. وهذا العام 2017 فازت روايته «موت صغير» بجائزة البوكر كثالث اسم روائي سعودي بعد أن حصدها «عبده خال» و»رجاء عالم» في دورتين سابقتين. رواية «موت صغير» كانت نفسا طويلا يعيدك للحياة بكل الجمال، واليوم نحتفي بعلوان ، وبكل أدب صاعد بالوطن إلى الأعلى حيث الفخر. ولنقول للعالم مجددا أن هنالك دائما ما يستحق الاطلاع والزهو. بعض الجمل التي قد تكون مرت عليك وظللت تقرؤها أكثر من مرة حتى آمنت بها وعلمت بعد ذلك أنها لمحمد علوان. من بينها: - لا يوجد ما هو أشد خطرا على مبادئ إنسان من حالة اليأس. - أنا أحتاج أن يربت على كتفي أي شيء، ولو كان قطرة مطر. - إننا مهما خرجنا من الحب كهولا حكماء، فإننا لا نعود إليه مرة أخرى إلا أطفالا مغرورين، فكل حب طفولة موقتة، ولكل حب أجل. رواية صوفيا. - إن المحرض الأكبر للكتابة بعد الحب، هو استعصاء الفهم، وليس وفرته. رواية طوق الطهارة.