من يقرأ تاريخ (دبي) ـ بعيدًا عن (تحدي القراءة) ـ منذ أول مهرجان للتسوق (1995)م يدرك أن الشقيقة العزيزة ستنتهي غابة إسمنتية إسفلتية (نيونية) صاخبة، دون هوية ثقافية محددة! وكأنها الزميل (الغراب) حين أراد (التميلح) بمشية الآنسة (حمامة) خلال (الشوفة) الشرعية السعودية! ومن هول (حقرانها) له نسي مشيته؛ فاضطر إلى طلب سيارة أجرة عبر تطبيق صممه (ثعلب)! فلم تصبح (دبي) نسخة من (نيويورك)، ولن تصبح (برلين) سنة (2020)؛ ولم تعد عربية إسلامية شرقية؛ إلا في المتحف الضخم الذي افتتح مؤخرًا!! و... لحظة.. الزميل (الغراب) يرفض هذا المثل العربي جملة وتفصيلاً! ويزعم أن القتلة من البشر هم الذين شنعوا عليه به؛ انتقامًا لأبيهم الحسود الحقود (قابيل)؛ إذ علمه كيف يدفن عمنا الطيب (هابيل) عمليًا وليس بالتلقين؛ كشأن المعلمين السعوديين باعتراف معالي الوزير شخصيًا!! ولكن من تابع نهائي مسابقة (تحدي القراءة العربي) التي ما زالت (دبي) تهايط بها؛ يدرك أن التلقين ليس خصوصية سعودية، بل هو عادة عربية بليدة، تلبدت في تلافيف الدماغ العربي منذ أحرقنا كتب العظيم (ابن رشد)، وتواطأنا على (التحفيظ) جيلًا ينطح جيلًا، منذ (8) قرون قرنًا ينطح قرنًا! حيث فاز طفل جزائري لم يجتز السابعة من عمره؛ متفوقًا على ما يزيد عن (3) ملايين و(590) ألف تلميذ وتلميذة من (15) دولة عربية... متفوقًا بماذا؟! بقراءة وتلخيص (50) عنوانًا لنحو (20) مؤلفًا! هل تصدق أن ابن (7) سنوات يقرأ ويلخص هذا العدد من المؤلفات؟؟ ولم لا تصدق؟ ألم يتكلم سيدنا (عيسى) وهو في المهد؟ وشهد شاهد من أهل امرأة العزيز وهو لم يبلغ الفطام؟ وأسلم عالم فرنسي بعد أن رأى (بني لقلق) يرجمون (اللقلوقة) بتهمة الزنا؟! إن من يعيد المقطع الذي ما زال العرب يتناسخونه ويتلاصقونه بكل فخر؛ لا بد أن يقر بأن هذا الطفل مدهش حقًا، ولكن في (الحفظ) و(التسميع) وليس في القراءة! وهو بذلك ليس بدعًا من أي طفل برئ مسخه (التلقين) ببغاءً فصيحًا، يتاجر به الآباء والأمهات، والتربويون، وتجار (الشنطة)؛ لترفيه الكبار سنًا فقط! ولو خير الأطفال ولم تنتهك عقولهم ونفوسهم لما قبلوا أن يكونوا كائناتٍ جميلة تتقافز في (سيرك) الاتجار بالبشر! ولكن الكارثة أن تكرس حكومة (دبي) هذا المفهوم السقيم العقيم للقراءة! وتزمع أن تقيم المسابقة القادمة (2117) «هجريلادية» في كوكب (المريخ)!! واااا ... من يهايط بدرب «التبانة» كلها؟؟ so7aimi.m@makkahnp.com