'الكتابة هي احتفال والتفات لكل ما هو هامشي ويومي'، هذا ما تؤمن به الكاتبة روان طلال، وهكذا تصف فتاة السقف الكتابة، فبمجرد أن ينسل حرف من الكلمات تبدأ بعدها ثورة الشعر ولا تنتهي إلا باكتمال مشهد القصيدة، وبذلك ينتصر الجمال، وينتشر السلام. في تساؤلات الكتابة المحيرة تتيقن 'روان' في الإجابة بشكل مدهش. ماذا تكتبين؟ أهرب من التصنيف، هذا القيد اتجاه كل ما نكتب، لأن الكتابة بحد ذاتها نافرة وخارجة عن المعتاد والمتوقع والمنتظر، يسمونه شعرا، ولا أعترض. لماذا تكتبين؟ الكتابة هي احتفال والتفات بكل/ لكل ما هو هامشي ويومي. سعي حثيث باتجاه الطريق الذي يفرضه الحدس. ومغامرة أبدية لقلب محمل بالخوف اتجاه القادم، الكتابة ليست نجاته المنتظرة، بل خطوة إضافية نحو محاولاته العالية.. هي كل ما يخرج به الوحيد من ليله الكبير وحياته المفتوحة. لمن تكتبين؟ للبعيد يبحث عن خلوده الأبدي، للصغار قطفتهم الحروب قبل أن يتوغلوا في حياة الكبار، للمتأخرين خذلتهم اللحظة. والروح التي تطبق عليها يد الليل، وبالرغم من هذا تقاوم. متى تكتبين؟ لا أهمية للوقت حين يتعلق الأمر بالكتابة، فهي تحدث غير مكترثة بالمكان ولا الزمان، الطوفان لا يحفل بما يترك خلفه.. يحدث وفقط. كيف تكتبين؟ يقول قاسم حداد 'يكتب، كمن يريد أن يمحو شيئا'، وهذا يختصر الكثير.. الكثير جدا.