يكتب الفن والحياة، يكتب للإنسان والتاريخ، يكتب لينتصر على هزائمه بالقلم وسعيا للخلود، لا يمكن لأحد أن تكون علاقته بالكتابة على هذا النحو دون أن يستفز الفضول نحو معرفة تفاصيل ممتدة عن هذه العلاقة، بشغف واضح أجابنا الكاتب 'علوان السهيمي' بشأن هذه العلاقة العميقة بالكتابة: ماذا تكتب؟ أنا أكتب الفن، وأتمنى أن أكون فنانا، فنحن لا نستطيع أن نجزم بجودة ما نكتبه، إنما كل كتاباتنا هي محاولات للخروج من الرداءة، والجودة والرداءة أمران نسبيان، يعتمدان على ذائقة الآخرين بشكل كبير. إنني أكتب الرواية، أكتب الحياة، لأنني أتصور بأن أعظم ما يمكن أن تقدمه للآخرين أن تكتب حياتهم من زاوية لم يكونوا يتوقعونها، وهذه هي ميزة الفن، أن يضعك في الزاوية غير المتوقعة. لماذا تكتب؟ أنا أكتب لأن ثمة هزيمة ما، فوراء كل كاتب في هذا العالم هزيمة مواربة، يحاول أن ينتصر عليها من خلال فعل الوعي، لأن الهزائم تأتي دائما في اللحظة التي يتخلى فيها الإنسان عن وعيه. لمن تكتب؟ أنا أكتب للإنسان، وللتاريخ، ولفعل الخلود الذي كثيرا ما لازمني. متى تكتب؟ عندما لا يكون هناك سوى فعل الكتابة لمقاومة الحياة، فثمة مواقف، لحظات، لا يمكن أن تواجهها إلا بالكتابة، في تلك المواقف واللحظات أتجه للقلم مباشرة، لأنه الوحيد الذي سيكون سيد الموقف. كيف تكتب؟ أكتب بالطريقة التي لم تستطع جل أفلام هوليوود أن تصورها بشكل صحيح.