بدأت النتائج الإيجابية لملتقى التعايش تلوح في الأفق مبكرا قبل بداية الجلسات بوقت كاف، وذلك عندما دخل علماء السنة والشيعة إلى ردهات القاعة الحاضنة للملتقى معا، ممسكين بأيدي بعضهم، وأغنى الكثير من الحركات الدافئة عن عشرات الكلمات التي أعدت سابقا. وشاهد الحضور قوة الالتحام بين مستشار خادم الحرمين الشريفين الدكتور عبدالمحسن التركي والباحث الإسلامي الدكتور أكرم البلادي، ليطلب الأخير من التركي رقم جواله، إمعانا في التواصل الدائم. ويزدان المشهد عندما صلى جمهور الطائفتين صلاة الظهر معا في المسجد المجاور للملتقى بإمامة واحدة، ليترجم المشاركون التعايش عمليا وفي أقدس العبادات. وأوضح أمير المنطقة الشرقية سعود بن نايف في كلمته بملتقى التعايش الذي عقدت أعماله في الأحساء أمس أن السعودية بقيادة حكامها البررة قدمت مبادرات عدة للتعايش بين الناس والمواطنين، ومنها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومركز الملك عبدالله للحوار بين الأديان، وغيرهما الكثير، وكل ذلك يدل على حرص هذا البلد الطاهر على نشر ثقافة التعايش والأمن والسلام بين الناس جميعا. أهداف الملتقى؟ 1 توجيه الأنظار إلى أهمية التعايش الداخلي في المجتمع السعودي. 2 النجاح في تحقيق التعايش السمح داخل الأقطار، إذ إن عدم تحقيق التعايش السمح يفقد المصداقية. 3 التوجه نحو التعايش الداخلي يقود سريعا إلى وضع البرامج والآليات موضع التنفيذ. لماذا كان الملتقى في الأحساء؟ 1 حاكمها الإداري الأمير بدر بن محمد يقبل القسمة على الاثنين دون زيادة على أحد، ويلبي دعوات الضيافة له من الطائفتين، ويتحلق حوله الجميع، ولا يفصلهما سوى آذان العصر أو العشاء، ثم بعد الصلاة يعودون للحديث بـ'تقبل الله منا ومنكم'. 2 تعد الأحساء البيئة الأكثر نموذجية للتعايش بين أطياف المذاهب الخمسة في السعودية. 3 يتقاسم سكانها تصنيف الطائفتين في المدن والبلدات. 4 بعض مدنها وقراها تتجاور فيها مساكن الطائفتين والاحترام واحد. 5 يستيقظ سكان الحي الواحد على صوت آذان وإقامة كل منهما. 6 نتجت عن الرضاعة أسر من الإخوة والأخوات والأمهات لهم تواصلهم الدائم. 7 يلتقي الجميع يوميا في الأسواق العامة، وكزملاء عمل، وتتجاوز حقولهم الزراعية، ويحضرون الأفراح والأتراح معا. 8 قديما كانت دراسة القرآن الكريم وتعلمه في البيوت المفتوحة للجميع ولا فرق. 9 في مدينة الهفوف (وسط الأحساء) ثمانية مساجد، يصلي فيها أصحابها على طريقة المذاهب الخمسة بامتداد شارع واحد.