مرت بي تجربة غريبة عشتها مع أحد الأصدقاء، وهي خاصة بإحدى شركات التأمين، فقد حدث لصديقي حادث بالسيارة بأحد طرق جدة، فتوجه لشركة التأمين الخاصة بسيارته ففوجئ بأن الشركة رفضت تماما تعويضه على الرغم من وجود تقرير من المرور ونجم بالحادثة، وانتهى الموضوع بمصادرة السيارة وتكهينها، وأصبحت في حكم الخردة. وقد لفت نظري تقرير 'البلاد المالية' أن قطاع التأمين يتسم بدرجة عالية من التركيز، حيث تستحوذ أربع شـركـات عـلـى السوق، مما يشير إلى ضعف المنافسة بين شركات التأمين، مرجحة أن ذلك سيحفز المشرع لتقديم حوافز للاندمـاج مـا بـيـن الشـركـات الـتـي سـيـؤدي الاندماج فيما بينها إلى تحقيق ميزات نسبية لها. وبلغت الأقساط المكتبية في سوق التأمين خلال 9 شهور من هذا العام 28.4 مليار ريال، بنمو 21% عن نفس الفترة من العام الماضي، وكان نمو السوق بدافع من خطوط التأمين الإلزامية بشكل رئيسي، حيث مثل التأمين الصحي 52% من إجمالي الأقساط المكتبية، ومثل تأمين المركبات 29%، بينما التأمين العام 17%، وتأمين الحماية والادخار مثل 2% فقط من إجمالي الأقساط المكتبية. هذا وعلى الرغم من بطء نمو قطاع التأمين بنهاية الربع الثالث من هذا العام، وذلك بتسجيله نموا بـ 1.1% على أساس سنوي مقابل نمو بـ 21% لنفس الفترة من العام السابق، مرجعة ذلـك لتراجع الأقساط المكتتبة في التأمين الصحي بنسبة 2.8%، وكذلـك تـراجـع الأقسـاط المكتتبة في التأمين العام بـنسبة 13.8%. في المقابل شهدت الأرباح الصافية لشـركـات الـتـأمـيـن بـنـهـايـة الأشـهـر الـتـسـعـة الأولى من هذا العام ارتفاعا بنحو 105%، لتصل إلى 1550 مليون ريال قـيـاسا بـأربـاح قدرها 755 مليون ريال عن الفترة المقابلة من العام السابق. ختاما.. أعتقد بعد كل هذا العرض أن الحل الأمثل لقطاع التأمين بالمملكة هو الاندماج والاستحواذ، وهو اتحاد للمصالح بين شركتين أو أكثر ينتج عنه ظهور كيان جديد، ولذلك استحوذت أربع شركات بالمملكة على 56% من حجم الأقساط المكتبية، و10 شركات تتراوح حصصها السوقية ما بين 2% إلى 5% يمثل مجموعها 26% من السوق، و20 شركة تحوز مجتمعة على 18% من حجم السوق، وقد حققت 22 شركة أرباحا خلال 9 أشهر من هذا العام، بينما منيت 12 شركة بخسائر متفاوتة، وأدى ذلك لنمو أنشطة التمويل العقاري ومن شأنها أن تساهم في نمو أعمال التأمين على الممتلكات والحوادث والمسؤوليات.