منذ موووووبطي، كتب أستاذنا (حمد القاضي) ـ نخلة السكري العنيزاوية الشهيرة ـ في زاويته (جداول)، في صحيفة الجزيرة، مقالة بعنوان: (لغة الحاء بدلاً من الضاد)! روى فيها عن العمدة ابن العمدة ابن العمدة (محمد صادق دياب): أن عملاق الفكر العربي (عباس محمود العقاد) كان يرى أن العربية هي (لغة الحاء) وليس (الضاد)! وبرَّر.. عفوًا: سوَّغ (القاضي) هذه الفكرة بأن حرف (الحاء) أرق من (الضاد) الجلف الصلف صوتًا ومعنى؛ فأحلى الكلمات تبدأ به: حب.. حنان.. حضن.. حق.. جدتي (حمدة)، و(حوض) سيارتها دوجٍ (حَمَرْ)... إلى (أحِّحِهِ) من المعاني الجميلة التي لم يورد منها (حمد) تواضعًا، وإنما أورده وزير (الترعية والتبليم) آنذاك، الغيور على العربية ـ كما وصفه القاضي ـ الدكتور (محمد أحمد الرشيد)، في تعقيبه على المقال، وأضاف بأن «العربية أسمى من أن تتسمى بحرف من حروفها؛ فهي لغة القرآن»! إش دعوى يا دكتور (محمد) الله يرحمك؟ اعتبرها من (حْرَيِّمْنا) اللواتي لا نناديهن إلا بكُناهن: أم سعيِّد.. أم صويلح.. إلى (أحِّحِهِ) برضو؛ فتكون العربية: (أم حْويْ) تصغير (حاء)!! أما أستاذنا في الخروج على النسق، وابن العم والدم، في المدح والذم الدكتور (سلمان بن سالم السحيمي) فقد انتشر له مؤخرًا مقطع من محاضرة ألقاها بعنوان: (العربية لغة الظاء)؛ يزعم فيه أن (المتواتر) عن أهل اللغة هو تميزها بحرف (الظاء) وليس (الضاد)! وبناءً عليه تكون عجوزنا الفصحى (أم ظوي) وليست (أم ضوي)! وإن لم يكن ثمة تعارض كبير؛ فليس قليلًا من (حْرَيِّمْنا) من تشتهر بولدها الثاني، أو الثالث عشر، ويغفل الناس ابنها البكر!! ولا بد أن يتبنى السعوديون هذا الرأي، الذي يرفع عنهم الحرج المزمن الذي يعانونه عند نطق (الضاد) حتى في تلاوة القرآن المجيد!! أما تعدد المسميات فيؤكد خطأنا التاريخي باعتماد لغة واحدة فقط، وتسميتها (الفصحى) ونبذ بقية اللغات، واعتبارها (شاذة) حتى وإن جاء بها القرآن العظيم؛ كإلزام الألف علامة إعراب للمثنى في قوله تعالى: (إنَّ هذان لساحران)!! ولو أن علماء اللغة عبر القرون وضعوا القواعد لبقية اللغات، وسجلوا تطورها وتغيرها كل حين؛ بوصف اللغة كائنًا حيًّا ـ يولد وينمو ويقوى ويضعف ويحيى ويموت ـ لو فعلوا ذلك ما وصلنا إلى مرحلة (أم عوي)، تصغير (عاء) من لغتنا (العربيزية) المعاصرة!! so7aimi.m@makkahnp.com