يصل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الرياض اليوم، في آخر زيارة له في هذا المنصب، لبحث ملف الأزمة اليمنية، وسط انخفاض مستوى التوقعات مما قد تسفر عنه من نتائج، ولا سيما في ظل ما تسببت فيه تصريحاته السابقة التي اختتم بها زيارتين سابقتين لكل من مسقط وأبوظبي من نشوب خلاف مع الشرعية، دعته لاحقا لإصدار بيانات توضيحية حولها. ولا يتوقع مراقبون أن يحمل كيري أية أفكار جديدة لإحلال السلام باليمن، لا سيما في ظل تراخي واشنطن من استخدام أدواتها اللازمة للضغط على الانقلابيين وحملهم على قبول خيار السلام الذي عقدت له العديد من الجولات في كل من جنيف والكويت. ويرى رئيس مجلس العلاقات العامة السعودية الأمريكية (سابراك) سلمان الأنصاري أن التحركات الأمريكية السابقة في الموضوع اليمني لم تتسم بالجدية المطلوبة لإيجاد حل لهذه الأزمة. وقال في اتصال هاتفي أجرته معه «مكة» إنه على الرغم من امتلاك واشنطن بعض الأدوات للضغط على ميليشيا الحوثي وصالح إلا أنها لم تعمل بجدية كبيرة، وقد يكون ذلك عائدا لانشغالها بملفات أخرى تجدها أكثر أهمية، أو أنها تنظر لعدم وجود مصلحة استراتيجية لها تستدعي التحرك بشكل سريع لحل النزاع. وأضاف الأنصاري بأن واشنطن أخطأت التقدير في مدى الضرر الذي سيلحقها نتيجة عدم وضع كامل ثقلها لحل هذا الملف، وأن تركها الأمور على هذا الوضع سيعلي من شأن معسكر سياسي مدعوم من دولة ند لها مثل روسيا، من الممكن أن يضع يده على واحدا من أهم المعابر المائية في العالم (باب المندب). وشدد رئيس سابراك على ضرورة أن يعمل المسؤولون بدول التحالف لشرح الأخطار المترتبة على ما تم اكتشافه من نقل تقنية صناعة الصواريخ الباليستية للحوثيين بدعم الإيرانيين وجماعة حزب الله اللبناني، معتبرا أن نقل تلك التقنية مسألة خطيرة جدا، لأن وقوعها بأيدي منظمات إرهابية ينبئ بانفلات معلوماتي، ويعطي احتمالا كبيرا لانتقال تلك التقنية لجماعات متطرفة بأفريقيا لتتسع بذلك مصادر تهديد المصالح العالمية. زاوية أخرى، رأى الأنصاري أن شرحها قد يكون مهما لكيري وتتحدث عن أن أي فرضية لانسحاب دول التحالف من اليمن أو عدم رغبتها في الاستمرار من شأنه أن يطلق يد موسكو على واحد من أهم المعابر المائية بالعالم ممثلا في باب المندب، وهو ما سيكون له خطر استراتيجي كبير ومستقبلي على أمن الولايات المتحدة. «أعتقد أن من الأهمية بمكان أن تستغل دول التحالف العربي زيارة كيري لنقل الصورة كاملة فيما يتعلق بخطر ما يحدث في اليمن من قبل عين مصلحة الولايات المتحدة، وليس فقط خطر الميليشيات القائم على أمن اليمن وأمن جاراتها». سلمان الأنصاري - رئيس مجلس العلاقات العامة السعودية الأمريكية (سابراك)