ولي العهد: الاستغلال الجنسي للأطفال يهدد مقومات مجتمعاتنا الإنسانية
الثلاثاء / 15 / صفر / 1438 هـ - 22:00 - الثلاثاء 15 نوفمبر 2016 22:00
أكد ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف خلال رعايته الملتقى الوطني للوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال عبر الانترنت، مساء اليوم، والذي ينظمه الأمن العام بالتعاون مع عدد من الجهات وبمشاركة دولية وإقليمية، وذلك في فندق الريتزكارلتون بالرياض، أن الملتقى يبحث موضوعا هو غاية في الأهمية وهو حماية الأطفال من أخطر ظاهرة تهدد مقومات مجتمعاتنا الإنسانية وتنتهك براءة الطفولة وتستبيح كرامة الإنسان الذي كرمه الله وحرم الاعتداء عليه بأي شكل من الأشكال.
حقوق الطفولة
وأشار الأمير محمد بن نايف إلى أن استضافة المملكة لهذا الملتقى يعكس بوضوح ما توليه المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام وعناية بحقوق الإنسان عموما وحقوق الطفولة على وجه الخصوص وهو اهتمام ينطلق من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يُحرم الاعتداء على النفس البشرية وسوء التعامل معها ويعطي اهتماما للأسرة وللطفولة على وجه الخصوص باعتبارها أساس بناء المجتمع الإنساني الصالح.
وأوضح ولي العهد أن قيام الاتفاقات والمعاهدات الدولية التي تجرم أعمال المتاجرة واستغلال براءة الأطفال لا تكفي وحدها في مواجهة هذه الظاهرة الإنسانية الخطيرة، إذ لا بد أن يساند هذه المعاهدات وعي عام مستنير يدرك خطر هذه الظاهرة ويعزز جهود مكافحتها لكي تتحقق حماية أجيال المستقبل وصناع حضارة الشعوب والأمم من مخاطر السلوكيات المنحرفة.
تعزيز الجهود
وقال الأمير محمد بن نايف في ختام كلمته 'إننا نتطلع إلى أن يحقق هذا الملتقى غايته السامية وأن يسهم في تعزيز الجهود الدولية في سبيل مواجهة ظاهرة استغلال براءة أهم فئة من فئات مجتمعنا الإنساني والتي هي محل استهداف غير مقبول من ذوي التوجهات والسلوكيات المنحرفة عن الفطرة الإنسانية التي فطر الله عليها الناس جميعا شاكرين للقائمين على هذا الملتقى وللمشاركين في أعماله جهودهم المخلصة'.
وكان ولي العهد قد وصل إلى مقر الحفل يرافقه مستشار وزير الداخلية الأمير عبدالعزيز بن سعود، وفي استقباله مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج، حيث تجول في المعرض المصاحب للملتقى، ثم شاهد والحضور فيلما وثائقيا عن جرائم الاستغلال الجنسي للأطفال ودور المؤسسات الحكومية والأهلية في مكافحتها.
خطورة الاستغلال
وبين مدير الأمن العام الفريق عثمان المحرج في كلمته خلال الافتتاح أن المتأمل في تاريخ المملكة يقف شاهدا على جهودها في خدمة السلام ونشر العدل والإخاء بين الناس ومحاربة الظلم والفساد بشتى صوره حيث سنّت الأنظمة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله التي كفلت حق كل مواطن ومقيم ليعيش بأمن وسلام وحياة كريمة، مؤكدا دور المملكة الريادي في حماية حقوق الإنسان في شتى المجالات وعنايتها بحماية الأطفال بشكل خاص وإدراكها لخطورة استغلالهم أو الاتجار بهم بأي شكل من الأشكال.
وأشار إلى أن الملتقى يشارك فيه نخبة من الخبرات البحثية والأكاديمية والأمنية والهيئات الدولية والجمعيات الوطنية المتخصصة كالشرطة الدولية 'الإنتربول'، ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة المنظمة، لوضع المشكلة تحت المجهر والوصول إلى رؤى واضحة المعالم لكيفية الوقاية منها وتأكيد أهمية تضافر جميع الجهود الدولية والإقليمية لمواجهة مختلف أشكال استغلال الأطفال عبر شبكات الانترنت، لافتا إلى أن تقنية الانترنت أصبحت واقعا في حياة الناس لا يُستغنى عنها، والجميع يعي أن هذه التقنية تصاحبها آثار عديدة أخطرها ما يتصل بالجانب الأمني نظرا لتهديدها المباشر للفرد والمجتمع.
المملكة وحماية الإنسان
عقب ذلك ألقى سفير الأمم المتحدة مدير مكتب الأمم المتحدة الإقليمي لمكافحة الجريمة والمخدرات لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية القاضي الدكتور حاتم علي، كلمة نقل في مستهلها تحيات نائب الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة والمخدرات لولي العهد، وتقديره للجهود التي تبذلها المملكة في مجال الأمن وحماية الإنسان وشراكتها الوثيقة مع الأمم المتحدة، عبر وزارة الداخلية وقطاعاتها المتخصصة المختلفة، في مكافحة الجريمة والمخدرات وتحفيز التعاون على المستويات الإقليمية والدولية.
استشراف التحديات
وأعرب عن الشكر باسمه والفريق الإقليمي للأمم المتحدة لدول مجلس التعاون الخليجي لولي العهد على رعايته الدائمة لتلك المبادرات التطويرية الرائدة في مجال استشراف التحديات الأمنية المعاصرة ودعم سبل مواجهتها بأنجع الأساليب المستحدثة ووفقا لمعايير الأمم المتحدة، ولعل خير مثال هو توجيهه لقطاع الأمن العام بالمملكة لتنظيم واستضافة هذا المحفل الدولي لتسليط الضوء على هذه الخطورة المتنامية على الأطفال، وهم عماد الأجيال القادمة، بتسليط أسلحة الجرم الالكتروني وتسخير أنيابه المخترقة لأوصالنا لاستغلال الأطفال جنسيا.
خبرات دولية
وقال إن الأمم المتحدة إذ تقدر لولي العهد وللمملكة مبادرتها باستضافة ملتقى الخبراء الدولي هذا وما يمثله من فرصة سانحة لتبادل الرؤى والخبرات، وإذ تعتز بشراكتها وتعاونها الدائم مع مديرية الأمن العام في المملكة لاستمرار وديمومة شراكة الأمن العام الوثيقة في برامج الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة، فإننا نجدد تعهدنا التام بتسخير كل ما لدى الأمم المتحدة من معايير وخبرات دولية متطورة وفريقها الإقليمي لخدمة مبادرات المملكة المستنيرة التي طالما أثرت الجهود الدولية والإقليمية لمنع ومكافحة الجريمة المنظمة والوقاية منها.
إثر ذلك تسلم الأمير محمد بن نايف هدية تذكارية بهذه المناسبة قدمها الفريق المحرج ثم غادر مقر الحفل.