في الأعوام الأخيرة، انتشرت محلات بيع الألعاب الالكترونية بكثرة، وقابل هذا الانتشار طلب متزايد من الأطفال والمراهقين على اقتناء الألعاب التي اكتسبت شهرة واسعة، وقدرة على جذب محبيها، حيث أصبحت بالنسبة لهم هواية تستحوذ على معظم أوقاتهم، لما فيها من مؤثرات سمعية وبصرية قوية، وألعاب مثيرة، ما أدى لإقصاء الألعاب التقليدية.

أثر سلبي

قال الأخصائي النفسي بمجمع الأمل للصحة النفسية الدكتور صالح اللويمي: ان الألعاب الإلكترونية لها أثر سلبي على الأطفال يتمثل في ارتفاع مستوى العنف وضعف مهارات التواصل مع الآخرين وضعف المخزون اللغوي للطفل وتدهور مستوى التركيز لديهم. وأشار إلى وجود إيجابيات في بعض الألعاب إذا أحسن اختيارها، وأثبتت الدراسات علاقة طردية وثيقة بين سلوك الأطفال ونوعية الألعاب الإلكترونية التي يمارسونها، حيث تجذبهم لتمتعتها بمزايا عدة كسرعة الحركة ونوع المشاهد والألوان التي تظهر على الشاشة والمؤثرات الصوتية المنوعة.

تراجع الإقبال

وأكد بائعون وأصحاب محلات ألعاب الأطفال لـ»مكة» أن سوق الألعاب التقليدية تشهد تراجعا من حيث الإقبال، ما أدى لتراجع مبيعاتها مقارنة بالأعوام الخمسة الماضية، مرجعين ذلك إلى تعلق الأطفال بألعاب الأجهزة الالكترونية والهواتف الذكية، جراء إتاحتها لهم طوال الوقت. وأوضح فؤاد عبدالرحمن (صاحب محل ألعاب) أن أطفال هذا الجيل مرتبطون بشكل كبير بالألعاب الالكترونية، لأنهم يحبون الجديد منها، كونها أسرع وأسهل، ما جعلهم يفضلونها على الألعاب اليدوية والتقليدية، وتشهد السوق اليوم تراجع مبيعاتها بنسبة 20 %.

التحديثات المستمرة

وكانت دراسة أجرتها إحدى المؤسسات الصينية أخيرا، على عينة من مدمني الألعاب الالكترونية أظهرت أن 70% منهم يعانون من أعراض تتطابق مع أعراض الإصابة بالتلف الدماغي، خاصة فيما يتعلق بالسلوك، مشيرة إلى أن أكثر الأعراض شيوعا بين مستخدمي الانترنت هو ضعف القدرة على ضبط النفس، وتحكم الألعاب في سلوكهم. وأرجع إيهاب المدهش (محاسب بأحد المحلات إقبال الأطفال على ممارسة الألعاب الالكترونية الخاصة بالأجهزة الذكية إلى التطورات السريعة والتحديثات المستمرة لها ، موضحا أن الألعاب اليدوية في الفترة الحالية، أصبح الإقبال على شرائها في المواسم فقط، مثل العودة للمدارس والأعياد، ويشتريها الآباء كهدايا لأطفالهم.

مهارات مختلفة

وعلى النقيض، أكد محمد الهتاري (بائع في أحد محلات الألعاب) تعلق الأطفال بالألعاب اليدوية رغم ولعهم بألعاب الأجهزة الذكية، معدّا أن الألعاب التقليدية ما زالت محافظة على مكانتها بين الأطفال، وتستحوذ على اهتمامهم وشغفهم. وأضاف الهتاري، رغم الاختلاف الشاسع بين الألعاب الالكترونية والتقليدية، وانعدام التشابه بينهما، إلا أن الألعاب اليدوية تضيف مهارات مختلفة لهم، خصوصا ألعاب الفك والتركيب، والتي تتطلب ممارستها الاشتراك مع الأقران.